حينما يشرق ذلك اليوم الذي تخمد فيه نار هذه الفتنة الكبيرة، علينا ان نسعى جميعاً لاصلاح ما افسده العدو المتطرف واعمار ما خربّته الجماعات التكفيرية من جسد وروح الأمة الإسلامية.
في البداية علينا القول بجملة واحدة ان مذهب التكفير هو مذهب ورؤية تخالف العقل والنصوص الشريفة بل وتخالف صريح القرآن الكريم، وعلى علماء المسلمين وقادتهم اجتثاث أصول هذا المذهب من جذوره، واقتلاع كل ألوان هذا الفكر الضال من قواعده، عبر المنطق الصحيح والفكر الهادف، وعليهم أن يحاولو جادّين ثني الشباب المسلم عن الانجرار وراء هذا المذهب المنحرف ومنعهم من الانقياد اليه.
إن هذا الكتاب كما يتضح من عنوانه، فهو اقتباس علمي ومتقن من بحار الأنوار، وتنقيح جديد على هذه الموسوعة القيمة والنورانية التي ألفها العلامة المجلسي رحمه الله.
من واجبات المسؤولين أن يعرفوا قدر هذا الشعب العظيم، ويسعوا إلى حلّ مشاكله، فهذا الحضور الواسع يمثّل شوكة في عيون أعداء الإسلام والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومصدراً لسعادة الأصدقاء.
ستبقى في عقولنا وأرواحنا تلك الهمّة العليا التي قرأناها آيات حبّ وعطاء ونور تشرق من روحكم ضياءً، وعلى ثغركم أحرفاً من معارف الهية، وعلوم شرعية، وحقائق ايمانية، تهدي طلاب العلم الصادقين للسير على نهجكم الذي جعلتم معالمه معراجاً لكل السائرين.
في الختام، نأمل أن يضع المسلمون السيرة العطرة للنبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نصب أعينهم، وتکون المقصد النهائي لجميع العلماء والمفکرين في العالم.
انطلق صباح اليوم الخميس المصادف 28/1/2016 المؤتمر الدولي الثاني حول التصدي لمخاطر التيارات التكفيرية والمتطرفة في العصر الحاضر برعاية سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله الوارف).
استقبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله الوارف) بمكتبه، السيد شمس الدين شرف الدين رئيس رابطة علماء اليمن والوفد العلمائي المرافق له.
لتعلم الطغمة الحاكمة في أرض الحجاز أنّ شهادة هذا الشيخ الجليل قد كلّفتهم وستكلّفهم خسائر ليست في حسبانهم، وقريباً ما ستنتقم لدمه يد العدالة الإلهيّة وستحثو تراب الذلّة والمهانة على رؤوس هؤلاء المعتدين الجناة.
ما هو الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الأبرياء، فهل واجهوا الدولة بقوة السلاح؟! وهل أراقوا دم أحد؟! إن ذنبهم الوحيد هو أنهم كانوا يطالبون باستيفاء حقوق الشيعة المشروعة في المملكة السعودية، وأن تكون لهم الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية. هل هذا ذنب؟! وهل يستوجب جريمة بهذا الحجم؟!
الحقيقة هي أن مواقف الأزهر المتسمة بالمنطق والداعية للوحدة على مرّ التاريخ، وكذلك رؤيتكم الوسطية فيما مضى تمثّل نقطعة مضيئة في سماء العالم الإسلامي، الأمر الذي يدعوا الأمة الإسلامية إلى تعليق آمالها على شعاعها في خضمّ الضجيج المثار من قبل التيارات التكفيرية والمتطرفة.
الجماعات التكفيرية تمثل خطراً محدقاً على العالم الإسلامي، وإن الخيار العسكري لا يكفي لوحده للقضاء على التكفيريين ما لم يردف بالجهود الفكرية والثقافية، وعلى وسائل الإعلام أن تؤدي دوراً أكثر فاعلية في هذا المجال.
إن شيخ الأزهر الذي کان يؤکد على الوحدة والتقريب بين المسلمين، کانت له ـ في الآونة الأخيرة ـ تصريحات حادة ضد الشيعة، إذ أن منشأ ردود الفعل هذه هو ما تبثّه بعض القنوات التلفزيونية من اهانة الى مقدسات الآخرين.
إن نيران الحرب لن تقتصر على البلدان الإسلامية، وإن العالم اليوم تحوّل إلى قرية صغيرة، إذا تعرّض موضع فيها إلى اختراق أمني لا يمكن لسائر الأماكن الأخرى أن تكون آمنة، وعلى أثر الأحداث والجرائم الإرهابية التي وقعت في باريس، غرقت أوروبا أجمعها في دوامة من الهلع، وإن النيران ستطال أماكن أخرى إلى جانب أوروبا.
ما هي ردة فعل المنظمات الدولية حيال هذه الجريمة بعد ما أبدت ردود فعل واسعة على الهجوم الارهابي الأخير في باريس؟! نعم، إن تعرض الأبرياء للقتل في أي مكان مدان، لكن هل إن دماء الأوربيين أغلى من دماء المسلمين؟!
أتمنى أن يبادر المفتون في الدول الإسلامية وكبار العلماء فيها الى اتخاذ خطوات مؤثرة في هذا المجال، وأن يتصرفوا بنحو يبيّض وجوههم في يوم القيامة. قال تعالى في محكم كتابه الشريف: { فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
إن مراسم زيارة الأربعين هي جوهرة ثمينة وكنز قيّم جداً وهي سبب عظمة الاسلام ومدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وعلينا استغلال هذه المناسبة بالنحو المثالي.
الناس يتساءلون عن السبب الرئيسي الذي أدى إلى حدوث فاجعة منى... نحن نعتقد إن ما يتداوله البعض من أن ما حصل في منى كان متعمداً غير صحيح، والمسألة تتعلق أكثر من أي شيء آخر بعدم تدبير المسؤولين السعوديين في ادارة الحج؛ فعندما يتحمل السعوديون مسؤولية ادارة شؤون الحج فإن عليهم أن يتصرفوا بجدية في المواقف الحساسة والطارئة.
أي عقل سليم يقبل أن ترفع حول مسجد الحرام، في مثل هذه الأيام التي يتوافد فيها ملايين الحجاج إلى بيت الله الحرام، رافعة عملاقة تتهاوى مع أول عاصفة وتسفر عن سقوط المئات ما بين قتيل وجريح.
باشر الوفد المبعوث من قبل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(مدّ ظله)، والذي يضم مجموعة من أساتذة وفضلاء الحوزة، أعماله في مقر بعثة سماحته، حيث يتصدى للرد على استفتاءات واستفتسارات حجاج بيت الله الحرام والمرشدون المنسبون إلى قوافل الحج.
أتقدم بالشکر والتقدیر لسماحتکم علی ما اتسم به حوارکم من الهدوء في کل ما عرضتموه من بیانات في برنامجکم التلفزیوني فی طوال شهر رمضان المبارک بعنوان: (حدیث شیخ الأزهر) والتی کان محورها الخلاف الشیعي السني حول الصحابة والإمامة، وأشکر سعیکم الحثیث لتحقیق المشروع الوحدوي بین المسلمین.
شدد آية الله العظمى مكارم الشيرازي (دام ظله) على أن الجرائم التي ترتكب في اليمن تحدث بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب، وجامعة الدول العربية، وتمثل عودة الى عصر الجاهلية والبربرية.
في أعقاب ظهور التيارات التكفيرية من قبيل: داعش والنصرة والقاعدة، التي تركتب أبشع الجرائم، بات واضحاً للعيان أن المدرسة التكفيرية تسير بالضد من العقل وصريح القرآن وتعاليم الإسلام.