بيان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله) حول الجريمة المريعة التي أقدم عليها آل سعود مؤخراً
آل سعود محور الفتنة والتكفير في العالم الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا اليه راجعون
تلقينا ببالغ الألم والاستغراب نبأ تنفيذ حكم الإعدام بآية الله الشيخ النمر وثلة من المسلمين الأبرياء، لا سيما وأن هذه الجريمة صدرت تحت طائلة الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها؛ وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة.
وفي أعقاب هذه المعطيات الجديدة، فلو كان الترديد ينتاب البعض ـ إلى الآن ـ في أن آل سعود يمثّلون محور الفتنة والتكفير في العالم، فلم يبق أي مجال للترديد بعد ارتكابهم لهذه الجريمة الصارخة.
إننا إذ ندين بشدة هذه الجريمة الفظيعة، نؤكد على أن الانتقام سيطال ـ لا محالة ـ الأيدي الآثمة التي نفذت هذا الحكم الشنيع.
ولا يخفى على أحد أنّ هذه الجريمة جاءت كإنتقام في أعقاب الهزائم النكراء التي مني بها آل سعود في العراق وسورية واليمن، ومع هذا فإن عليهم انتظار المزيد من الهزائم في هذه الدول الثلاث.
ولا شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت على علم بهذه الجريمة قبل وقوعها، فحكام آل سعود دؤبوا على التنسيق معها في شؤون لا ترقى إلى أهمية هذه المسألة، كما لا يخفى على أحد بأن هذه الممارسات ترمي إلى اشعال الحرب الطائفية بين أهل السنة والشيعة، لكننا نقول للسلطات السعودية وحكام أمريكا بأن هذه المساعي ستبوء بالفشل إن شاء الله؛ إذ لا اختلاف لنا مع أخواننا السنة، وإن أعدائنا هم التكفيريون الذين يجمع المسلمون على دحضهم ومحاربة أفكارهم المتطرفة.
وليعلم آل سعود أن هذه الجريمة لن تُنسى، وستحيط بهم آثار فعلتهم الحمقاء في القريب العاجل إن شاء الله، كما أن التنديد بهذه الجريمة النكراء سوف لا يقتصر على الشيعة والسنة، إذ أن أحرار العالم جمعاء سيدينون هذه الجريمة المروعة.
يا ترى ما هو الذنب الذي ارتكبه هؤلاء الأبرياء، فهل واجهوا الدولة بقوة السلاح؟! وهل أراقوا دم أحد؟! إن ذنبهم الوحيد هو أنهم كانوا يطالبون باستيفاء حقوق الشيعة المشروعة في المملكة السعودية، وأن تكون لهم الحرية في ممارسة طقوسهم الدينية. هل هذا ذنب؟! وهل يستوجب جريمة بهذا الحجم؟!
إن ربك لبالمرصاد
ناصر مكارم الشيرازي