توصيات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله) بمناسبة حلول مراسم الزيارة الأربعينية

توصيات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله) بمناسبة حلول مراسم الزيارة الأربعينية


إن مراسم زيارة الأربعين هي جوهرة ثمينة وكنز قيّم جداً وهي سبب عظمة الاسلام ومدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وعلينا استغلال هذه المناسبة بالنحو المثالي. ‌

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن مراسم زيارة الإمام الحسين(عليه السلام) في الأربعين تعدّ انبعاثاً عظيماً لا مثيل له في العالم، حيث تنطلق الحشود المليونية ـ بما فيهم العجزة والشيوخ ـ من مختلف أرجاء العالم سيراً على الأقدام باتجاه مزارات صرعى كربلاء؛ وذلك لإحياء ذكرى الشهداء الذين بذلوا مهجتهم قبل أربعة عشر قرن في سبيل مقارعة الظلم والطغيان وبغية صون عزة وشرف المسلمين، وهذا اكبر مهرجان لتجسيد التضحية في طريق العزة والحرية والشرف.

نسأل الله تعالى أن تكلل رحلة الزوّار بالأمن والسلام، ويرجعوا الى أهلهم سالمين غانمين وأن تنال زيارتهم القبول الإلهي، وأن يكون دعاءهم وسيلة لنجاة المسلمين من براثن الظالمين.

ومن هنا أجد من الضروري أن أوصي الزوار الكرام والمواكب التي تقدم الخدمة لجموع الزوار بالأمور التالية:

أولاً: أن يسعى الجميع لأن تكون نواياهم خالصة جداً؛ ولذا عليهم اجتناب أي شكل من أشكال الدعاية والترويج لشخصيات أو أحزاب وتيارات معينة حيث يتعارض ذلك مع الأهداف المقدسة التي ضحّى من أجلها شهداء الطف.

ثانياً: أن يقدّم الزوار المساعدة لبعضهم البعض لا سيما للذين يواجهون عقبات أثناء المسيرة وأن يبادروا إلى حل مشاكلهم.

ثالثاً: اجتناب العجلة التي قد تؤدي الى الفوضى ووقوع أحداثة مؤلمة مشابهة لفاجعة منى ـ لا سمح الله ـ واعتماد الهدوء في كلّ الظروف والأجواء.  

رابعاً: اجتناب الزيارة الطويلة والاكتفاء بالزيارة القصيرة والمختصرة، وفسح المجال للزوار الآخرين عملاً بتوصية: >زر فأنصرف<.

خامساً: أن يولي أصحاب الموكب اهتماماً بالغاً بالشؤون الثقافية وأن يستثمروا هذا الانبعاث البشري العظيم في الترويج الثقافي والديني، كأداء الصلاة في أوقاتها، ومراعاة النساء لحجابهنّ وسترهنّ، واجتناب الخرافات التي توجب الوهن لهذه الشعيرة العظيمة والمهيبة.

سادساً: مراعاة القوانين والضوابط التي تسهم في تنظيم صفوف حشود الزوّار على أتمّ وجه، والاجتناب بشدة عن كلّ ما يؤدي الى اضرار بالبيئة وتلويثها.

سابعاً: ندعو جميع المؤمنين ان يصلوا ويبتهلوا الى الله تعالى لدفع فتن الاعداء ونجاة المظلومين من براثن الظالمين وتمتين وحدة المسلمين وقضاء حوائج المسلمين.

وفي النهاية نؤكد إن مراسم زيارة الأربعين هي جوهرة ثمينة وكنز قيّم جداً وهي سبب عظمة الاسلام ومدرسة أهل البيت(عليهم السلام) وعلينا استغلال هذه المناسبة بالنحو المثالي.

حفظ الله الجميع وكتب لهم التوفيق. 

الوسوم :
captcha