تهدید بلدنا ومقاطعته محاولات خائبة

تهدید بلدنا ومقاطعته محاولات خائبة


یظن الغربیون أنهم قد ألّبوا الرأی العام علینا, وأنهم قیّدونا بالتهدیدات والمقاطعات الاقتصادیة, والبعض قد تأثّر بهذا الضجیج, فی حین یجدر بنا أن لا نبالی بهذه التهدیدات والمقاطعات‌

تطرّق سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی دام ظله فی درسه خارج الفقه فی مسجد أعظم بمدینة قم المقدّسة بجمع من الفضلاء والطلاّب, تطرّق إلى شرح حدیث الاسبوع حول الأخلاق, وأکّد ضرورة اهتمام الطلاّب بالأخلاقّ اهتماماً جدیّاً.

 وقال سماحته فی ذکره حدیث عن التوکّل: إنّ الإنسان صاحب الیقین یتوکّل على الله تعالى, لأنه یعلم أن الله تعالى بیده العزّة والذلّة.

وقال سماحته: کانت بعض الحکومات تتباهى بقدراتها فی السابق, والیوم قد ابتلیت بالذلّة وباتت تتضرّع إلى الآخرین, وسبب ابتلائها بهذه الذلّة وهذا التضرّع هو عدم الارتباط بالله تعالى وبقدرته.

واعتبر سماحته التوکّل على الله والإیمان بقدرته تعالى أمران مهمّان جدّاً وقال: عندما نکون مؤمنین بالله تعالى فیعنی أننا عندنا کل شیء, ولا نخاف من أی شیء, ولا ینبغی أن نخاف.

وأشار سماحته إلى تهدیدات الغرب والمقاطعة الاقتصادیة للوطن, وقال: یظن الغربیون أنهم قد ألّبوا الرأی العام علینا, وأنهم قیّدونا بالتهدیدات والمقاطعات الاقتصادیة, وبعض قد تأثّر بهذا الضجیج, فی حین یجدر بنا أن لا نبالی بهذه التهدیدات والمقاطعات, فإذا عملنا بواجبنا جیّداً, واتکلنا على الله تعالى, فسوف لا نخاف أی شیء, ولن نخاف.

واعتبر سماحته سقوط الدکتاتوریون بالمنطقة, وابتلاء الدول الغربیة بدوامة من المشاکل, درساً کبیراً للعالمین أجمع.

 ووصف سماحته الإیمان بالله تعالى بأنه أمر مهم جدّاً, وأن عدم الإیمان بالله سبحانه هو منشأ  کل المشاکل فی الدنیا, وقال: إنّ من الأمور التی تعانی منها البشریة الیوم القلق, وانهیار الأعصاب, فالکآبة والغمّ والانتحار هی من نتائج الانهیار العصبی, ومن أسباب عدم الإیمان بالله تعالى, فإذا أرادت البشریة أن تنجو من هذه المشاکل فعلیها أن تزید من اعتقادها وإیمانها بالله الواحد الأحد عزّ وجلّ, فالإنسان لا یرى العافیة والراحة دون الإیمان بالله سبحانه.

وفی جانب آخر من حدیثه أشار سماحته إلى یوم مکافحة الاُمّیّة وقال: سنة 1980 وفی بدایة أیام الثورة أصدر الإمام الخمینی رحمة الله علیه أمراً بمکافحة الاُمّیّة کی یعلم الجمیع بأن الثورة الإسلامیة هدفها العلم والتعلّم. ولذا وکما أمر الإمام الراحل یجب أن نجفّف جذور الاُمّیّة فی بلدنا.

وبیّن سماحته بأن الإسلام هو دین العلم والتعلّم, وقال: هناک حقوق کثیرة للأب والابن, والتعلیم هو أحد حقوق الابن. فالإسلام یهتم کثیراً بالعلم والتعلّم, ویعتبر التعلّم عبادة.

وأکّد سماحته: إذا لم یقترن العلم بالإیمان والتقوى فسیکون بضرر البشریة, فالأضرار التی تعانی منها البشریة الیوم هی من أصحاب العلم غیر المؤمنین بالله تعالى, فالقنابل الذریّة والمیکروبیة هی من نتاجاتهم. وسبب ما نشاهده الیوم فی أمیرکا من حرکة وال ستریت هو أن واحد بالمائة قد استأثروا بکل شیء, وأن أصحاب العلم صاروا بخدمة هؤلاء القلّة المستأثرة, وصاروا یمتصّون دماء الباقی, أی 99 بالمائة من الشعب الأمیرکی. وهذا الأمر یدلّ على أنه إذا لم یقترن العلم بالإیمان بالله تعالى وبالتقوى فسیسبب الویلات للناس.

 یجب تحسین نصوص الکتب الجامعیة

وفی جانب آخر من حدیثه, أوصى سماحته الجامعیین والشباب, بقوله: لا ضیر من أن یذهب طلبتنا الأعزاء إلى خارج البلاد لیأتوا لنا بالعلوم الحدیثة, ولکن علینا أن نحسّن وننقی هذه العلوم فی جامعاتنا, لأن الغرب یغذّی ثقافته السقیمة فی هذه العلوم.

وأضاف سماحته: یجب أن نربّی شبابنا المبتعثین تربیة تقیهم من الانحراف والضلال, وتصونهم من تقلید ثقافة الغرب, بل علینا أن نصیّرهم مبلّغین للإسلام قولاً وعملاً, ولذلک فإن عدم الاهتمام بالجانب التربوی لأبنائنا المبتعثین أمر خطیر جدّاً.

وأردف سماحته: نشاهد فی الجامعات, بعض الأحیان, أنهم یأتون بکتب دراسیة تثیر الشکوک والتساؤل حول المعتقدات المهمة کوجود الله تعالى والأئمة الأطهار صلوات الله علیهم, وهذا ما نشاهده کثیراً فی الکتب المختصّة بالعلوم الإنسانیة. فنمتنى فی هذا الیوم, وهو یوم مکافحة الاُمّیّة, أن یتم تحسین وتنقیة مثل هذه الکتب وهذه العلوم, ونتمنى أن لا نرى تغلل وانتشار الثقافة الغربیة المادیة فی داخل بلدنا.

الوسوم :
captcha