وطالب سماحته بإقامة انتخابات حرة ونزیهة قائلاً: کرامة الجمهوریة الاسلامیة من کرامة الاسلام.
وأضاف سماحته: رغم أن بعض الحکومات الفعلیة ذات صبغة اسلامیة؛ إلا أن ایران هی الدولة الوحیدة التی تحمل رایة الاسلام فی عصرنا الراهن، وملاک کتابة الدستور فیها هو التعالیم القیمة للاسلام.
وفی جانب آخر من کلمته نوه سماحته الى دنوّ أیام التبلیغ فی عشرة شهر صفر الأخیرة وقال: تعطیل الدروس الحوزویة فی بعض أیام السنة کالعشرة الأولى من شهر محرم والعشرة الأخیرة من شهر صفر وشهر رمضان المبارک تعدّ من العطل الضروریة والمفیدة؛ کونها تفضی الى توصیل التعالیم الاسلامیة الى مختلف شرائح المسلمین.
وأشاد سماحته بالنشاطات المبذولة لایفاد المبلغین من الحوزة العلمیة الى المدارس المختلفة فی البلاد طیلة الفصول التبلیغیة، وقال: إن إیفاد المبلغات الى مدارس البنات عمل رائع ومفید جداً؛ فعلى جامعة الزهراء (علیها السلام) والحوزة العلمیة النسویة أن تنسق فیما بینها لایفاد الطالبات اللواتی یجدن الخطابة وتبیین الأحکام الشرعیة الى مدارس البنات فی شتى أرجاء البلاد.
ورأى سماحته من الضروری بیان المبلغین لأبعاد قیام عاشوراء، وأضاف: حصلنا على مفاخر جمة فی ظل إقامة مراسم العزاء على أبی عبد الله الحسین (علیه السلام|)؛ فالتشیع باق ما بقی هذا العزاء منصوباً.
وأکد سماحته أن الثورة الاسلامیة فی ایران ثمرة من ثمرات نهضة عاشوراء، وتابع: حدثت واقعة الخامس عشر من خرداد واعتقل على أثرها العلماء والخطباء ببرکة أیام عاشوراء، کما أن ثورة الشعب الأذربیجانی ضد المحتلین إبان هجوم الاتحاد السوفیتی السابق وتوطؤ الحکومة الخائنة آنذاک إنما حصلت فی ظل عزاء الامام الحسین (ع) أیضاً؛ من هنا تحظى مراسم عزاء سید الشهداء (ع) بأهمیة کبیرة.
ولفت سماحته الى أن واجب علماء الدین فی تبلیغ واقعة عاشوراء خطیر للغایة، وأضاف: على الخطباء الکرام الذین تتوافر فیهم مواصفات التبلیغ لمدرسة أهل البیت (ع) أن لا یغفلوا عن هذه الواجب الخطیر الملقى على عواتقهم؛ إذ ربما یخرج هذا الأمر عن کونه واجباً کفائیاً لیصبح واجباً عینیاً.
وشدد سماحته على ضرورة إقامة مراسم العزاء على سید الشهداء (ع) بشکل تقلیدی مفتقر الى إیذاء البدن، وتابع: تتاح فی فترة العزاء الحسینی فرصة مناسبة لبیان أحکام الاسلام والقرآن والعقائد الاسلامیة لعموم الشعب.
وخاطب سماحته علماء الدین قائلاً: حاولوا أخذ المواضیع المبحوث عنها من الکتب المعتبرة، وادعوا الخطباء والرثاة المحترمین الى الأخذ منها أیضاً؛ فهناک کتب قیمة ومناسبة فی هذا المجال لأمثال العلامة المجلسی والمرحوم المفید والسید بن طاووس والشیخ عباس القمی والمرحوم المقرم، حیث حفظت حرمة الامام الحسین (ع).
وشدد سماحته على ضرورة عدم إقحام الخرافات فی عزاء الامام الحسین (ع) مضیفاً: کانت واقعة کربلاء عبارة عن دعوة وثورة عقلانیة؛ فلا بد من صیانة العقلانیة فیها بالرجوع الى الکتب المعتمدة.
وألمح سماحته الى أن الاعتماد على الرؤى والأحلام فی عزاء سید الشهداء (ع) أمر غیر مقبول وتابع: بل حتى لسان الحال الذی کثیراً ما یذکر فی مجالس العزاء ینبغی أن یلیق بالشخصیة السامیة للامام الحسین (ع) وأهله المنتجبین وصحبه المیامین. ویجب قبل کل شیء قصد الأهداف أولاً.
وشدد سماحته على أن إصلاح أمة النبی الکریم (ص) أحد أهم أهداف ثورة عاشوراء قائلاً: أفسد بنو أمیة المجتمع الاسلامی وحرفوا الناس عن الایمان بالله والنبوة والولایة، فقام الامام الحسین (ع) بهدف الاصلاح الواقعی فی أمة جده. فی تلک الحقبة شاعت المنکرات فی المدینة المنورة وأخذت أبعاداً واسعة، وکانت مجالس اللهو والفساد الأخلاقی على أوجها فی ظل الحکومة الأمویة؛ لذا کان الهدف الآخر للامام الحسین بن علی (ع) کما صرح به فی خطاباته یتجسد بالأمر بالمعروف والنهی عن المنکر فی ظل تشکیل حکومة إسلامیة. وفی عصرنا الراهن تنتشر المفاسد المتنوعة کالسیل الجارف عن طریق الأطباق اللاقطة وشبکة الانترنت وسائل الاعلام الخلیعة؛ فیتحتم تشیید سدّ من الایمان والتقوى لیقف بوجه هذا الهجوم الثقافی الکاسح، لیتمکن على وجه الخصوص من تخلیص الشباب وصیانتهم من براثن المهاجمین.
وأخیراً أکد سماحته أنه وفقاً لما یستفاد من بعض زیارات الامام (ع) فان من جملة أهدافه الأخرى توعیة الناس، وتابع: یجب إیضاح هذه الأهداف لعموم الناس؛ کیما یعلموا أن هذه الثورة العظیمة لم تقتصر على قضایا سطحیة وأمور بسیطة.