وصرح سماحته فی هذه المناسبة قائلاً : قام بعض الجناة بحادثة فریدة من نوعها فهدموا ضریح اثنین من أولیاء الله تعالى طالما تمتع بالجلال والعظمة .
وتابع سماحته قائلاً : کان العدو یرمی من هدم قبر العسکریین (ع) الى إشعال فتیل الحرب بین الشیعة والسنة لیتسنى له فعل ما یحلو له فی لبنان وفلسطین ، لکن ذکاء وحکمة الشیعة حالت دون ذلک وأفشلت مخططاته .
وشدد سماحته على أن الهدف الآخر للعدو هو هدم بیت المقدس قائلاً : اتسم مراجع التقلید فی العراق بالیقظة لما دعوا الشیعة الى التحلی بالصبر والهدوء وضبط النفس ، فحدّوا بذلک من سفک الدماء وأحبطوا مخططات الأعداء .
وفیما أشار سماحته الى الأیادی الخبیثة التی تقف وراء هذه المؤامرة قال : من قام بهذه الجریمة النکراء هم ثلة من الوهابیین التکفیریین المتطرفین وزمرة من المحتلین للعراق وفلول البعثیین الذین اقتضت مصالحهم الاتحاد لضرب الوحدة .
وعن الدوافع التی دعت زمرة من الوهابیین الى القیام بهذا العمل الشنیع أکد سماحته قائلاً : کان أولئک یرومون من وراء هذه الجریمة التمهید لهدم قبر النبی (ص) کما اعترف بعضهم بصراحة بأنه لو سنحت الفرصة لهدموا قبر النبی (ص) .
وأضاف سماحته : اذا ما اتهم الاسلام الیوم بالعنف والتطرف وحال ذلک دون اتساع رقعته فی العالم المعاصر ، فان ذلک یعود الى الوهابیین المتطرفین ؛ وکما نلحظ بین الفینة والأخرى کلاماً ضد الاسلام کالذی تکلم به البابا أو الرسوم الکاریکاتوریة فی الدنمارک ودول أخرى وانما سبب ذلک هو التطرف الوهابی .
وأکد سماحته قائلاً : ینبغی على علماء الشیعة والسنة الاتحاد والتلاحم ثم تقدیم النصح للوهابیین وإجلاسهم فی المکان المناسب لهم ؛ ذلک أن الاسلام دین المحبة والسلام والوئام ولیس بدین العنف والتطرف .
وفی جانب آخر من کلمته تعرض سماحته الى الوضع العالمی الراهن قائلاً : سخر العدو الیوم کل طاقاته لبثّ الخلاف والفرقة بین المسلمین ؛ وبما أنهم فشلوا فی الحملات العسکریة فی کل من العراق ولبنان وأفغانستان لذا فهم یسعون الى ضرب الاسلام وتقویضه من الداخل .
وقال سماحته : على علماء مصر والعربیة السعودیة وسوریا والمعتدلین من علماء الوهابیة إدراک الاسلام ؛ علیکم بالتوحد والتلاحم وإحباط هذه المؤامرات الهادفة الى ضرب الاسلام ؛ فان الا سلام دین المستقبل .
وتابع سماحته قائلاً : اذا أریقت قطرة دم مسلم فی أی بقعة من بقاع العالم فذاک ذنب لا یغتفر ، ونأمل من الحکومة العراقیة السیطرة على الأوضاع ، ونتمنى اتحاد الشعب العراقی بعربه وکرده لطرد المحتلین .
جدیر بالذکر أن مراسم الذکرى السنویة الأولى لهدم ضریح الامامین العسکریین (ع) فی مدینة سامراء أقیمت مساء الثلاثاء فی حرم السیدة فاطمة المعصومة (ع) بحضور العلماء والمراجع وطلبة العلوم الدینیة وسکان قم الغیارى .