فی کلمة له فی آخر دروس الفقه الخارج المنعقدة فی المسجد الأعظم فی مدینة قم المقدسة وقبل عطلة عشرة محرم ، أشار آیة الله العظمى مکارم الشیرازی الى مقتطفات من زیارة أربعین الامام الحسین (ع) واصفاً قیام عاشوراء بالثورة المنسجمة مع أهداف الأنبیاء .
وتابع سماحته القول : کانت أهداف الأنبیاء – استناداً الى القرآن الکریم – هی التعلیم والتزکیة والقیام من أجل العدالة وإنقاذ البشر من الضلالة ، وقد جاد سید الشهداء بنفسه الطاهرة وضحى بدمه فی سبیل بلوغ تلک الأهداف والقیم النبیلة .
وأضاف سماحته : لو لم یفتضح أمر حکومة بنی أمیة لکان قرأ على الاسلام السلام . معاویة بن أبی سفیان وابن هند آکلة الأکباد العدوین اللدودین للاسلام ، وجُعل یزید سلالة هؤلاء خلیفة رسول الله (ص) وأمیر المؤمنین (ع) ؛ فما کان من الامام الحسین (ع) إلا أن قام بفضحهم وإخزائهم .
وشدد سماحته على ضرورة جعل مجالس العزاء هادفة وقال : یجب أن یحیى فی مجالس عزاء الامام الحسین (ع) الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر والتعلیم والتربیة الاسلامیة والقیم الرفیعة للاسلام .
وأشار سماحته الى إمکان بیان هذه القیم ضمن تاریخ عاشوراء وأکد قائلاً : ینبغی أن تحل مجالس العزاء المشاکل الثقافیة للبلاد وتکشف زیف الدعایات المغرضة للأعداء .
وفی جانب آخر من کلمته ، اعتبر إدخال البدع فی مجالس العزاء من بدع المغفلین وأعداء الاسلام وقال : یجب مواجهة هذه البدع بالتی هی أحسن ، هناک عدد من المغفلین أو المدفوعین من قبل العدو یریدون تحویل هذه المجالس الى مجرد قشور .
وفی معرض رده على سؤال تقدم به جمع من مسلمی الباکستان ومفاده : إن إقامة مجالس العزاء فی الباکستان یؤدی الى قتل المؤمنین على أیدی الوهابیین المتطرفین ، ففی مثل هذه الصورة هل یجب مواصلة إقامتها ؟ أجاب سماحته : هذه المجالس لیست عملاً مستحباً لیتسنى إلغاؤها ، بل یجب مواصلتها مهما کان الثمن غالیاً ؛ لکن حذارِ من استفزاز الأعداء .