وفی معرض إشارته الى وضعیة هذا المسجد فی السنوات الماضیة قال سماحته : لم یکن مسجد جمکران المقدس یتجاوز بضعة مئات من الأمتار خلال الستین عاماً المنصرمة ، وکان أغلب زواره من طلبة العلوم الدینیة الذین کانوا یؤمون زیارته مشیاً على الأقدام .
وأضاف سماحته القول : شاهدنا إقبالاً منقطع النظیر من قبل الناس عامة والشباب خاصة على البرامج المتعلقة بالامام صاحب الزمان (عج) فی السنوات الأخیرة . وما التوسع الهائل فی محیط مسجد جمکران إلا نموذجاً بارزاً للقفزة فی الثقافة المهدویة ، وذلک الى درجة إقامة مراسم الاحتفالات والأعیاد فی هذه الأیام فی أکثر من أربعین دولة إسلامیة وغیر إسلامیة .
وعدّ سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی توسیع رقعة الثقافة المهدویة ومنحها عمقاً أکبر من واجبات عشاق ذلک الامام الهمام ، وصرح قائلاً : أدرک العالم الیوم أن دیمقراطیة الغرب لم تصمد فی الاختبار . إنها من وجهة نظرهم تدور مدار مصلحتهم ، ولقد رأینا بأم أعیننا حقوق البشر من منظارهم فی العراق وفلسطین وأفغانستان .
وشدد سماحته قائلاً : انطلاقاً من أن العالم سیملأ قسطاً وعدلاً بعدما ملأ ظلماً وجوراً بظهور قائم آل محمد (ص) ، لذا یجب على الخطباء والوعاظ الاجابة بشکل جامع وکامل عن الشبهات المرتبطة بظهوره والمنتشرة بین الشباب .
وبیّن سماحته أن أهم شبهة حول ظهور الامام تتعلق بوضعیة العلم والتکنولوجیا فی العالم قائلاً : وفقاً للروایات والأحادیث المعتبرة فان العلم سیتطور بنسبة 25 الى 2 عما هو علیه وقت ظهوره.
وتابع قائلاً : سیزداد استیعاب الأذن والعین حین ظهوره الى درجة إمکان رؤیة الامام أینما حل ، کما أن تصاعد قدرات المؤمنین فی السیطرة على مقالید الحکومة آنذاک یوحی بأن العالم سیتقدم من ناحیة العلم والأخلاق .
وختاماً صرح سماحته قائلاً : واجبنا محاربة الدجالین الزاعمین للقاء الامام زوراً وبهتاناً ، هناک أیادٍ أجنبیة وراء تلک المزاعم . یجب على الشباب التزود بالمعارف أکثر فأکثر وإعانة إمام العصر والزمان (عج) الذی قضى عمره غریباً ومجهولاً .