آیة الله العظمى مکارم الشیرازی مراسم العزاء التی أقیمت فی مدرسة الامام المؤمنین (ع) بمناسبة الذکرى السنویة لاستشهاد السیدة الزهراء (س) , وألقى کلمة فی المناسبة قال فیها مخاطباً الرثاة والمبلغین : ثمة آفة جدیدة بدأت بالظهور فی بعض المراسم الدینیة , وهی الاقتصار على ذکر فضائل أهل البیت (ع) من بدایة المراسم حتى انتهائها بدون إعارة أی اهتمام لمغزى هذه الفضائل . إن حیاة الأئمة الأطهار – لا سیما السیدة فاطمة الزهراء – (ع) ملیئة بالمواعظ والحکم .
وضمن تأکیده على ضرورة تربیة الناس على ذکر الفضائل قال سماحته : أحد إشکالات الأعداء على النبی (ص) قولهم له : "وقالوا لولا اُنزل علیه ملک ولو أنزلنا ملکاً لقضی الأمر ثم لا ینظرون * ولو جعلناه ملکاً لجعلناه رجلاً وللبسنا علیهم ما یلبسون " (الأنعام 6 : 8-9 ) ذلک أن البشر یستطیع أن یشکل قدوة وأسوة للناس . ومن هذا المنطلق تکون کافة حرکات وسلوک وأحادیث وسیرة النبی الأعظم ( ص ) أسوة لنا .
وقال سماحته منتقداً مسائل الغلو فی الرثاء : إن هذا النهج یسوق الأفراد الى الشرک من ناحیة , ویعطی الأعداء الذریعة من ناحیة أخرى . أعداء التشیع یحاولون بشتى السبل إلصاق تهمة الشرک بنا , فمن یتکلم بکلام یستشف منه الغلو یسبب لنا مشاکل جمة .
واعتبر سماحته التوحید أساس مدرسة التشیع قائلا ً : یتصور البعض أنه یقدم خدمة ویکمل الولایة اذا ما جعل الأئمة الأطهار بمستوى الله جلّ وعلا .
وعزا سماحته تهدیم الاسلام الى فرقتین هما الوهابیون المتطرفون والمغرر بهم وأضاف قائلاً : شرعت هاتان الفرقتان بهدم الاسلام , ونرجح أن عملهم لا یخلو عن التواطؤ مع الأعداء . لحسن الحظ فان العالم الاسلامی یقظ والأعداء یعرفون قدر أنفسهم ,إلا أن هاتین الفرقتین ترومان جرّ الحرب الى داخل العالم الاسلامی وإشعال فتنة داخلیة .
وشدد سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی على أن عقد الندوات المختلفة کفیل بتدعیم رکائز الولایة ولا ینبغی التقصیر فی هذا المجال وأضاف : یجب نشر الأسالیب الدینیة المؤثرة . المهم أن تکون الأدبیات السائدة صحیحة ورصینة .
وعدّ سماحته الحطّ من قدر الأئمة الأطهار (ع ) من کبائر الذنولب ولا یقل ضرراًَ عن الغلو وقال : کتب خلف بعض السیارات عبارة " والهفتاه على قلب زینب " والأجدر کتابة عبارة " السلام علیک یا بنت أمیر المؤمنین (ع) " أو السلام علیک یا بنت رسول الله (ص) " .
وفی جانب آخر من کلمته تطرق سماحته الى الحالة الثقافیة السائدة فی البلاد قائلاً : بعض من یتسلم مقالید السلطة فی البلاد ینظر من زاویة واحدة ویستند الى أحد أبعاد المسائل الموجودة أحیاناً , حیث کان عمل الحکومات السابقة یدور حول الحریات المدنیة , ولم یعالجوا المشاکل الاقتصادیة ولا الثقافیة ؛ ولهذا السبب لم یصوت الشعب لصالحهم .
وتابع سماحته قائلاً : اذا ما اقتصر تفکیر حکومةٍ ما على حل المشاکل الاقتصادیة للشعب وإهمال الشؤون الثقافیة فهذا العمل غیر مصیب أیضاً ؛ الیوم بلغ موضوع المواد المخدرة وسوء الحجاب حداً لا یطاق . سوء الحجاب یتحول الى خلع الحجاب شیئاً فشیئاً , وخلع الحجاب ضربة للحکومة والدولة ؛إذ ینظر الى الحجاب الیوم من منظار سیاسی بحت .
وأضاف سماحته قائلاً : الناس یقولون : هذه جمهوریة اسلامیة فأین الاسلام منها ؟ ینبغی صیانة الاسلام . ویجب إعادة النظر فی مناهج الکتب الدراسیة . هناک عناصر عمیلة متغلغلة تستورد المسائل المثیرة للجدل .
وأوضح سماحته أننا لا نقول : لیست هناک مشکلة فی المسائل الاقتصادیة ولا ینبغی أن ننسى وجود مشکلة ثقافیة , وأضاف : اذا زالت الثقافة الاسلامیة فاعلموا أن النظام زائل لا محالة , وسوف لن یکون لدینا مدافعون عن الاسلام بعد ذلک .