تصریحات سماحته فی مراسم عزاء السیدة الزهراء (س)

تصریحات سماحته فی مراسم عزاء السیدة الزهراء (س)


أکد آیة الله العظمى مکارم الشیرازی على أن الفساد الأخلاقی وسوء الحجاب والمواد المخدرة والحملة الثقافیة المسعورة بلغت حداً لا یطاق , وشدد على ضرورة اهتمام المسؤولین بالمشاکل الثقافیة للمجتمع .‌

آیة الله العظمى مکارم الشیرازی مراسم العزاء التی أقیمت فی مدرسة الامام المؤمنین (ع) بمناسبة الذکرى السنویة لاستشهاد السیدة الزهراء (س) , وألقى کلمة فی المناسبة قال فیها مخاطباً الرثاة والمبلغین : ثمة آفة جدیدة بدأت بالظهور فی بعض المراسم الدینیة , وهی الاقتصار على ذکر فضائل أهل البیت (ع) من بدایة المراسم حتى انتهائها بدون إعارة أی اهتمام لمغزى هذه الفضائل . إن حیاة الأئمة الأطهار – لا سیما السیدة فاطمة الزهراء – (ع) ملیئة بالمواعظ والحکم .

وضمن تأکیده على ضرورة تربیة الناس على ذکر الفضائل قال سماحته : أحد إشکالات الأعداء على النبی (ص) قولهم له : "وقالوا لولا اُنزل علیه ملک ولو أنزلنا ملکاً لقضی الأمر ثم لا ینظرون * ولو جعلناه ملکاً لجعلناه رجلاً وللبسنا علیهم ما یلبسون " (الأنعام 6 : 8-9 ) ذلک أن البشر یستطیع أن یشکل قدوة وأسوة للناس . ومن هذا المنطلق تکون کافة حرکات وسلوک وأحادیث وسیرة النبی الأعظم ( ص ) أسوة لنا .

وقال سماحته منتقداً مسائل الغلو فی الرثاء : إن هذا النهج یسوق الأفراد الى الشرک من ناحیة , ویعطی الأعداء الذریعة من ناحیة أخرى . أعداء التشیع یحاولون بشتى السبل إلصاق تهمة الشرک بنا , فمن یتکلم بکلام یستشف منه الغلو یسبب لنا مشاکل جمة .

واعتبر سماحته التوحید أساس مدرسة التشیع قائلا ً : یتصور البعض أنه یقدم خدمة ویکمل الولایة اذا ما جعل الأئمة الأطهار بمستوى الله جلّ وعلا .

وعزا سماحته تهدیم الاسلام الى فرقتین هما الوهابیون المتطرفون والمغرر بهم وأضاف قائلاً : شرعت هاتان الفرقتان بهدم الاسلام , ونرجح أن عملهم لا یخلو عن التواطؤ مع الأعداء . لحسن الحظ فان العالم الاسلامی یقظ والأعداء یعرفون قدر أنفسهم ,إلا أن هاتین الفرقتین ترومان جرّ الحرب الى داخل العالم الاسلامی وإشعال فتنة داخلیة .

وشدد سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی على أن عقد الندوات المختلفة کفیل بتدعیم رکائز الولایة ولا ینبغی التقصیر فی هذا المجال وأضاف : یجب نشر الأسالیب الدینیة المؤثرة . المهم أن تکون الأدبیات السائدة صحیحة ورصینة .

وعدّ سماحته الحطّ من قدر الأئمة الأطهار (ع ) من کبائر الذنولب ولا یقل ضرراًَ عن الغلو وقال : کتب خلف بعض السیارات عبارة " والهفتاه على قلب زینب " والأجدر کتابة عبارة " السلام علیک یا بنت أمیر المؤمنین (ع) " أو السلام علیک یا بنت رسول الله (ص) " .

وفی جانب آخر من کلمته تطرق سماحته الى الحالة الثقافیة السائدة فی البلاد قائلاً : بعض من یتسلم مقالید السلطة فی البلاد ینظر من زاویة واحدة ویستند الى أحد أبعاد المسائل الموجودة أحیاناً , حیث کان عمل الحکومات السابقة یدور حول الحریات المدنیة , ولم یعالجوا المشاکل الاقتصادیة ولا الثقافیة ؛ ولهذا السبب لم یصوت الشعب لصالحهم .

وتابع سماحته قائلاً : اذا ما اقتصر تفکیر حکومةٍ ما على حل المشاکل الاقتصادیة للشعب وإهمال الشؤون الثقافیة فهذا العمل غیر مصیب أیضاً ؛ الیوم بلغ موضوع المواد المخدرة وسوء الحجاب حداً لا یطاق . سوء الحجاب یتحول الى خلع الحجاب شیئاً فشیئاً , وخلع الحجاب ضربة للحکومة والدولة ؛إذ ینظر الى الحجاب الیوم من منظار سیاسی بحت .

وأضاف سماحته قائلاً : الناس یقولون : هذه جمهوریة اسلامیة فأین الاسلام منها ؟ ینبغی صیانة الاسلام . ویجب إعادة النظر فی مناهج الکتب الدراسیة . هناک عناصر عمیلة متغلغلة تستورد المسائل المثیرة للجدل .

وأوضح سماحته أننا لا نقول : لیست هناک مشکلة فی المسائل الاقتصادیة ولا ینبغی أن ننسى وجود مشکلة ثقافیة , وأضاف : اذا زالت الثقافة الاسلامیة فاعلموا أن النظام زائل لا محالة , وسوف لن یکون لدینا مدافعون عن الاسلام بعد ذلک .

الوسوم :
captcha