فلتتعامل رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم بکل حزم وشجاعة

فلتتعامل رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم بکل حزم وشجاعة


أشار سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی لدى لقائه أعضاء رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم الى التاریخ المشرف والمکانة الرفیعة لهذه الرابطة فی العالم, وطالب بتعاملها الحازم والشجاع مع مختلف القضایا.‌

وأوضح سماحته فی هذا اللقاء أن رابطة مدرسی الحوزة العلمیة تنتهج سبیلها کما فی السابق , وتصدر تصریحات رصینة وقال:

تحظى رابطة مدرسی الحوزة العلمیة فی قم بمکانة مرموقة فی عالم التشیع, بل فی العالم الاسلامی بأسره, وقد أثبتت جدارتها فی شتى المراحل؛ ینبغی تعزیز مکانة هذه المؤسسة أکثر فأکثر لیزداد عطاؤها وتعم برکاتها.

وقال سماحته مخاطباً أعضاء هذه الرابطة: إن المشکلة الوحیدة التی تعانی منها رابطة المدرسین هی وجوب تعاملها الشجاع مع القضایا؛ أنا شخصیاً أعرب عن سروری لعضویتی فی هکذا رابطة , فعلى الرغم من قلة حضوری الى جانبکم إلا أنینی أتابع أخبارکم بکل شغف وسرور , وأؤید ما تقومون به.

وفیما یتعلق بإبداء ردود الأفعال بشأن الاسلاءة الى نبی الاسلام المکرم (صلى الله علیه وآله وسلم) والامامین العسکریین (علیهما السلام) فیجب القول بإنصاف:

إن حجم ردود الأفعال المبداة بشأن التطاول على ضریح الامامین العسکریین (علیهما السلام) کانت متفاوتة عن ردود أفعال الاساءة الى نبی الرحمة؛ لأن الأولى ترتبط بتهدیم المرقد والثانیة بموضوع الکاریکاتور.

وقدم سماحته اقتراحاً لعقد اجتماعاً یضم علماء الاسلام من مختلف المذاهب قائلاً : لم تکن الاساءة الى النبی (صلى الله علیه وآله وسلم) مجرد موضوع بسیط , فما أن اقترفت إحدى الدول هذا العمل حتى سارعت الدول الأخرى الى تکراره, والأنکى من کل ذلک هو مساندة رؤساء تلک الدول والشخصیات البارزة فیها لأولئک , لیس الموضوع خطأ صدر من کاتب ساخر , بل هو هجمة شاملة, لقد أعلن مؤخراً بیاناً موقعا ًمن قبل سلمان رشدی وأمثاله على ضرورة تأجیج هذا الموضوع . لما رأوا ارتفاع أصوات کافة المسلمین عالیاً وتخییم الوحشة والرعب على العام الغربی قالوا: الاسلام أعظم خطر على البشریة , الاسلام کالفاشیة فیجب احتواؤه. ونظراً الى سوء نیات القوم ینبغی على مختلف العلماء والشخصیات البارزة فی العالم الاسلامی الاجتماع للحد من تکرار مثل هذه المسائل , وایجاد الحلول المناسبة لذلک؛ یجب دراسة هذا الموضوع لنتمکن من القیام بما ذکر.

وفی معرض إشارة سماحته الى کارثة تهدیم المرقد الطاهر للامامین العسکریین (علیهما السلام) صرح قائلاً:

لقد تعالت صیحات الناس , یقولون: لمَ لا تبدأ عملیات الترمیم؟ ومن طهران جاء حشد من الناس لیقول: یجب أن یصدر المراجع بیاناً مشترکاً بشأن الترمیم, وعلى الاذاعة والتلفزیون أن تباشر بحرکة قوی وشاملة فی هذا المجال.

وأضاف سماحته : إن دعوة علماء الاسلام للاجتماع اقتراح وجیه جداً, فالظروف مواتیة ؛ لأن الهجمات التی تعرض لها الاسلام جعلتنا أکثر انسجاماً.

وأفاد سماحته أن المدن الایرانیة آخذة فی الخلو من العلماء الأفذاذ وذکر قائلاً : الى أی مدینة نظرنا رأینا أنها خالیة من العلماء , مما أدى الى نفوذ الأعداء لها ؛ لأن العالم الفذ ذا الکلمة النافذة بوسعه أن یحرک المدینة بالاتجاه الذی یشاء , وهذا الأمر یشکل سنداً لدولتنا , وهو – للأسف آخذ – بالانحسار .

وتابع سماحته قائلاً : لحل هذه المشکلة ینبغی أولاً تحفیز عدد من کبار علماء المدن بالعودة الى مدنهم , إنهم یخشون – أحیاناً – عدم الدعم والمساندة فی حال رجوعهم ؛ یجب على المراجع التعهد بدعمهم من الناحیة المادیة والمعنویة , فلنعمل على نقل عدد من الفضلاء الى المدن الأخرى .

وأضاف سماحته : إن نسیج الحوزة نسیج معقد ؛ فلا یشبه حوض الماء مثلاً ,بل یماثل بحیرة راکدة , الحوض تتجمع فیه المیاه حتى یمتلأ , ثم تسقى منه المزارع والحدائق , لکننا نشاهد الآن ماء قد اجتمع فقط . أما الأساتذة والمحققین والفضلاء طبعاً , الذین یمتلکون أرضیة للابداع والافاضة , والحوزة بحاجة إلیهم , فیجب أن یمکثوا فی الحوزة , لکن الایفاد الى المحافظات یجب أن یکون مفتوحاً .

وختاماً أعرب سماحته عن شکره وامتنانه لحضور أعضاء رابطة المدرسین وأبدى تفاؤله قائلاً : بالرغم من کل هذه المشاکل التی یواجهها العالم الاسلامی والتشیع أعتقد أن الله تعالى یزید من عظمة الاسلام والمسلمین على ید الأعداء أنفسهم . إن الهجمة التی صدرت من العالم الاسلامی بشأن الکاریکاتور أرعبت الغربیین , وخلقت حلقة وصل بین المسلمین ؛ وأعتقد أن ما حدث فی سامراء – والذی کان مؤلماً الى أبعد الحدود – سیغیر ملامح سامراء .

جدیر بالذکر أن آیة الله مرتضى المقتدائی نائب رئیس رابطة المدرسین قدم فی بدایة هذا اللقاء تقریراً عن نشاطات الرابطة , کما أبدى عدد من أعضاء الرابطة آراءهم حول الالتفات الى انتشار المد الوهابی , وتعزیز علاقات مراجع التقلید مع بعضهم البعض ومع علماء الدول الاسلامیة .   

الوسوم :
captcha