تکملة لبحوث تفسیر الأیمان القرآنیة فی مدرسة الامام علی بن أبی طالب (علیه السلام) , أخذ سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی جهود أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی حل أزمات ومعضلات المجتمع الاسلامی بالحسبان وقال :
کان مولى الموحدین الامام علی (علیه السلام) سباقاً فی حل مشاکل المجتمع الاسلامی حتى فی عهد الخلفاء أیضاً , بحیث أن الخلیفة الثانی اعترف مراراً وتکراراً بدوره فی حل المشاکل آنذاک حتى قال : لا أبقانی الله لمشکلة لیس لها أبو الحسن .
وضمن إشارته الى الأیمان الواردة فی الآیات الأولى من سورة "والعادیات" قال سماحته :
الجهاد عظیم ومبارک الى درجة أن الله تعالى یقسم بسنابک الخیل القاصدة للجهاد , وان دل هذا على شیء فانما یدل على أهمیة الجهاد فی الاسلام .
وفی معرض إشارته الى الآیة 111 من سورة التوبة أضاف سماحته : لا ینحصر الجهاد فی الاسلام بأبعاده العسکریة فقط , بل له أبعاد سیاسیة وثقافیة واقتصادیة کذلک ؛ الیوم نحن بحاجة الى روح جهادیة فی المیدان السیاسی والثقافی والاقتصادی أیضاً .
وانتقد سماحته الجهود الامریکیة الأخیرة الرامیة لحذف آیات الجهاد من الکتب المدرسیة فی بعض الدول الاسلامیة ونبه قائلاً :
الویل لتلک الدول التی تستسلم لهذا الذل والهوان ؛ بالأمس وقف المتطوعون وحرس الثورة البواسل بوجه تجاوزات حزب البعث مما أدى الى اقتدار الشیعة والجمهوریة الاسلامیة فی ایران , والیوم یذود حزب الله فی لبنان عن کیان جمیع الدول الاسلامیة , ویواجه الاعتداءات والأطماع التوسعیة لاسرائیل , ویوفر العزة له وللمسلمین أجمع .
وأضاف سماحته : الجهاد قانون الخلقة , والجهاد الاسلامی من النوع الدفاعی ؛ فلم یتبن الاسلام الحالة الهجومیة مطلقاً , لکنه فی الوقت ذاته لا یجیز السکوت عن الهجوم , هکذا کانت کافة حروب رسول الله (صلى الله علیه وآله) .
وذکر سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی بضرورة الجهاد والدفاع وشدد قائلاً :
أولئک الذین یبغون حذف آیات الجهاد والشهادة یجب أن یحذفوها من قانون الخلقة ؛ لأن الجهاد أحد قوانین الخلقة , إن من ابتلی بمرض کالایدز هو من افتقر بدنه الى القدرة الدفاعیة ؛ لذا فهو محکوم بالفناء , لقد خلق الله جل وعلا فی بدن الانسان قوة مدافعة من أجل تأمین سلامته , والدولة التی تفتقر الى القوة الدفاعیة والجهاد کالأفراد المبتلین بمرض الایدز .
وفی الختام أکد سماحته على خطبة أمیر المؤمنین (علیه السلام) المعروفة بخطبة الجهاد وقال :
قال مولى المتقین الامام علی (علیه السلام) فی هذه الخطبة : " ما غزی قوم فی عقر دارهم إلا ذلوا " یجب التصدی لتجاوزات الأعداء مبکراً والقضاء علیهم قبل مداهمتهم إیانا .