و أکد سماحته: إنّ للراثین دوراً مهماً فی تاریخ الاسلام، أولئک یستطیعون صیاغة أهداف الامام الحسین(علیه السلام) فی قالب من الشعر لتجد طریقها الى قلوب الناس ولاسیما الشباب منهم، فیحشدون العواطف العاشورائیة.
و قال سماحته بشأن منهج عمل الراثین: یجب أن تکون الخطب و الأشعار مستدلة، و تحفظ منزلة الامام الحسین(علیه السلام) و أصحابه فی تلک الأشعار.
و حول ضرورة تجنب الغلو فی الأشعار قال سماحته: یتناهى الى مسامعنا من هنا و هناک تعبیرات قبیحة جداً، فمثلا یقال: لا إله إلا فاطمة، أو لا إله إلا زینب، فان کان من یقول هذا الکلام مدرکاً له فیجب تطهیر فنجان الشای الذی شرب به بالماء.
و تابع سماحته قائلا: یشکل على هذا الکلام من جهتین الأولى أنّه خلاف التعالیم الاسلامیة، و الأخرى أنّه یسبب قول الأعداء أنّ الشیعة کفار، من المحتمل أنّ من یرددون هذا الکلام لایعون مفهومه، فمن واجب الخطباء و الوجهاء إرشاد هؤلاء الأفراد.
و ضمن انتقاده لبعض الأسماء التی تسمى بها مواکب العزاء الحسینیة قال سماحته: لایجب أن نطلق أسماءاً من قبیل هیئة مجانین الحسین، بل یمکن استبدال کلمة مجانین بکلمة عشاق أو خدام.
و أکد سماحته: لایجب أن یذکر الخطباء و الوعاظ أنّ الذنوب التی ترتکب طیلة السنة تغفر فی أیام محرم، لأنّهم یُرون الوضوء الأخضر للناس بهذا الکلام.
و مضى سماحته قائلا: تجنبوا خلع الأقمصة فی مآتم العزاء، لأنّه لو نظرت النساء لکان إثماً، ثم إن هذا الأفلام تبث فی القنوات الفضائیة و لیس من مصلحتنا ذلک فی هذه البرهة الزمینة.
و شدد سماحته على الامتناع عن إیذاء البدن فی مآتم العزاء، و مراعاة أوقات الصلاة، و تجنب تقلید بعض النغمات و الألحان غیر المناسبة، و الاحجام عن قراءة المجالس المعقدة من قبل الخطباء، و احترام ذوی الباع الطولى فی هذا المجال و الاستفادة من تجاربهم و قال: لا یجب أن تکون المآتم مملة و مرهقة للناس و الشباب بالذات، فانّ هناک طائفة ترغب بعزل الشباب عن الدین و المذهب و الامام الحسین عن طریق الصور و المجلات و مجالس السوء.
و أکد سماحته على ترسیخ و تقویة النظام و الولایة و المرجعیة فی المجالس الدینیة و صرح قائلا: استنفر العدو کل طاقاته لضرب الاسلام و وظف جمیع الأسالیب لذلک، فیجب تعزیز الولایة و المرجعیة لمواجهة العدو، کما أنّ الانتصار فی العراق رهن بالالتفاف حول المرجعیة.
و أخیراً شدد سماحته على لزوم إحیاء ذکر الامام صاحب الزمان (عج) فی کافة المآتم و المجالس بصفته موضوعاً جوهریاً، و أکد على تطبیق نهج و أخلاق الامام الحسین(علیه السلام) فی الحیاة الفردیة للخطباء و الوعاظ.
