رأی سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی حول الأوضاع فی لبنان وتونس

رأی سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی حول الأوضاع فی لبنان وتونس


على رؤساء البلاد الإسلامیة أن یعلموا بأن عصر الاتکال على الغرباء والأجانب قد انتهى، وعلیهم أن یعتمدوا ویتکلوا على شعوبهم ویقوموا بخدمتهم، ولیعلموا أن الأجنبی لا یقدر على نجاتهم.‌

قال ذلک سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی دام ظله خلال درسه خارج الفقه، فی مسجد أعظم بمدینة قم المقدسة بعد حدیثه حول المباحث الأخلاقیة ومسؤولیات المبلّغین، حیث تطرّق إلى تحلیل ودراسة الأوضاع السیاسیة والأحداث الأخیرة التی حدثت فی لبنان وتونس.
وبیّن سماحته بأن الأحداث فی لبنان وتونس تحمل رسائل مهمه إلى الجمیع، وقال: لقد حدث فی تونس ثورة شبیهة بالثورة الإسلامیة الإیرانیة من جهات مختلفة. فقد حکم تونس جماعة کانت متکئة على الأجنبی، وکانت لا تعیر أی اهتمام للشعب، فثار الشعب بوجهها وطردها.
واعتبر سماحته الحرکة الإسلامیة التی حدثت فی تونس بأنها تحمل رسائل عدیدة لبعض رؤساء البلاد الإسلامیة، وأکّد: على رؤساء البلاد الإسلامیة أن یعلموا بأن عصر الاتکال على الغرباء والأجانب قد انتهى، وعلیهم أن یعتمدوا ویتّکلوا على شعوبهم ویقوموا بخدمتهم، ولیعلموا أن الأجنبی لا یقدر على نجاتهم.
وأضاف سماحته: الآن حیث فرّ الرئیس التونسی المخلوع إلى السعودیة، یطالب الشعب التونسی بطرده من السعودیة، ولا یُدرى أیة دولة ستقبل باحتضانه.
وتطرّق سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی فی حدیثه إلى الأحداث الأخیرة فی لبنان وسقوط حکومة رئیس الوزراء، وقال: إن أمیرکا والنظام الصهیونی قد واجها الخسارة والانکسار فی جبهات مختلفة، فمن جهة تعرّضت إسرائیل لضربة قویة من حزب الله لبنان أدّت إلى زعزعة قواها وکیانها، ومن جهة خسرت أمیرکا فی العراق وأفغانستان، ولأجل جبر ما منیا به، قاما بالتخطیط لإیجاد أزمة فی لبنان، یبغیان منها تأزیم الوضع الداخلی فی لبنان.
وأشار سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی إلى خطاب السید حسن نصر الله الأمین العام لحزب الله لبنان، وقال: لقد طاب لی خطاب السید حسن نصر الله، حیث إنه أکّد فی خطابه مراراً بأننا نتّکل على شعبنا ولیس على الأجانب والغرباء، ولا نقبل بالحرب الداخلیة أبداً.
ووصف سماحته بأن النظام الصهیونی والأمیرکی یسعیان لخلق أزمة فی الشرق الأوسط، وأکّد ضرورة الیقظة تجاه شیطنة الأعداء وقال: إذا تمکّن النظام الصهیونی والأمیرکی من خلق أزمة فی المنطقة، فإن هذه الأزمة ستکون شاملة للمنطقة بأسرها.
واعتبر سماحته ما یحدث فی لبنان بأنه رسالة مهمة للشعب الإیرانی وقال: على مؤیّدی وأنصار النظام الإسلامی أن یتوحّدوا وأن یتحابوا قبال طوفان الأزمة المحتملة.
واعتبر سماحته اتباع القانون بأنه أفضل سبیل للوحدة وأکّد بقوله: أنا لا أقصد شخصاً ما، ولکن لیعلم الذین یعدّون أنفسهم بأنهم فوق القانون ومستثنون منه بإن هذا الأمر یبعث على إیجاد الاختلاف والفرقة. فعلى الجمیع أن یتّبعوا القانون لخلق الوحدة، وإذا وصلوا إلى طریق مسدود فی القانون علیهم أن یلجأوا إلى سماحة القائد.
وأردف سماحته: إن خالف القانون البعض من الشخصیات الکبار فإن هذا الأمر سیتعلّمه الجمیع، وعندها ستعم الاختلافات ویعمّ الهرج والمرج. فنأمل أن تکون آذاننا صاغیة وأن نستمع إلى الرسائل التی تصلنا من شرق العالم وغربه.
وأکّد سماحته: على المسلمین أن یصحوا ویطردوا الأجانب، وأن یعتمدوا ویتکلوا على شعوبهم.
وفی جانب آخر من حدیثه، قدّم سماحته تعازیه بمناسبة أیام أربعینیة استشهاد الإمام الحسین صلوات الله علیه، وأشار إلى مسؤولیة المبلّغین، وذکر روایة عن مولانا الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وقال: یؤکّد مولانا رسول الله صلى الله علیه وآله فی حدیث له بأن اذهبوا إلى الناس وبشّروهم، ویسّروا علیهم، وکونوا مصباح هدایة لهم وللمجتمع.
وشدّد سماحته بقوله: إن الذین یوفّقون لعمل التبلیغ علیهم أن یعلموا بأن من الأمور المهمة التی یجدر بهم أن یراعوها هی أن یبیّنوا للناس محاسن الدین والإسلام.
وبیّن سماحته بأن الوهابیة والغربیون یسعون إلى إظهار صورة عنیفة ومشوّهة عن الإسلام، وقال: إن الوهابیون بتطرّفهم وبإهدارهم لدماء الأبریاء یسعون إلى تبیین الإسلام بأنه دین العنف والتطرّف.
واعتبر سماحته ظاهرة تخویف الناس من الإسلام بأنها من مؤامرات الغربیین، وقال: إن الغربییون وبسبب خوفهم من انتشار الإسلام یعملون على إظهار الإسلام بأنه دین العنف، وقد قاموا بهذا الصدد وعلى مرّ الأیام بمؤارات عدیدة، کان منها فعلهم القبیح فی التطاول على مقام النبی محمّد صلى الله علیه وآله برسم الکاریکاتیرات.
وأکّد سماحته: علینا أن نبیّن ونظهر محاسن الإسلام قبال ما یقوم به الأعداء من مؤامرات، وعلینا أن نثبت بأن الإسلام دین الرحمة والرأفة والشفقة، وأن رسول الله صلى الله علیه وآله هو رحمة للعالمین، وإن الإسلام لیس ما یُظهره الوهابیة.
واعتبر سماحته التعامل الحسن، والتواضع، والارتباط بالشباب بأنها من الأمور الضروریة للمبلّغین، وقال: إن التعامل الحسن یبعث على إنجذاب الناس إلى الدین وبالأخصّ جیل الشباب، وهذا الأمر من الأمور المهمة التی یجب أن نهتم بها کثیراً.

الوسوم :
captcha