إننی أبارک لکم فرداً فرداً أیها الأعزاء، داخل القطر کنتم أو خارجه، وذلک لمشارکتم الفعالة فی الإنتخابات، حیث أحییتم بفعلکم هذا کیان الثورة الإسلامیة، وأظهرتم الوفاء لوطنکم ولنظام الجمهوریة الإسلامیة، لذا أسأل الله تعالى لکم السعادة ورفعة الرأس.
آمل أن لا یحرق هذا الإنتصار فی نار الإختلافات، ولنسعى جمیعاً لإنهاء المشاهد التی تبعث على القلق، وذلک من خلال حفظ الهدوء والتمسک بالأطر القانونیة، ولا ننسى أن فی الإختلاف العمیق لیس هناک من رابح، حیث یطال الضرر والأذى جمیع المواطنین، والبلد، والنظام.
لا ننسى أن القرآن المجید یعتبر الإختلاف قرین الصواعق الناریة، والزلازل المدمرة، وفی مکان آخر إعتبره قرین الشرک والکفر.
یأمل من مجلس صیانة الدستور کما تحتم علیه مسؤولیته القانونیة، وکما شدد المرشد الأعلى للثورة أن یبتوا بدقة وشجاعة ومن دون إنحیاز لجهة فی شکاوى المرشحین المحترمین ویقدموا جواباً شافیاً للشعب.
إن شعبنا العزیز على یقین ان المنافقین قد أعمى الله بصیرتهم یستغلون أجواء الإضطراب والإختلاف، ویسعون لتشویه صورة شعبنا الحنون، والمسالم، وطیب القلب، فی العالم عبر تخریب الأموال العامة، وإضرام النار فیها. لذا إسعوا إلى أن تبتعدوا عن هؤ لاء المخربین.
الإخوة والاخوات الأعزاء! جاء فی نشرات الأخبار ان الأحداث المرة الأخیرة التی یشهدها بلدنا تصدرت جمیع الأخبار العالمیة، وهذا ما یدل على أن أصدقائنا فی المنطقة والعالم، وهم کثر، یشعرون بالقلق، وان أعدائنا وهم لیسوا قلائل یترقبون الفرصة کی ینالوا من ثورتنا، یا ترى ما هو واجبنا فی ظل هذه الظروف؟
أیها المقترعین المحترمین! إن من یثیر الإختلاف ـ من أی مجموعة کان ـ فإنه یمهد ویذلل الطریق لهیمنة الأعداء على بلدنا.
کونوا على یقین فی حال لو أصاب بلدنا وثورتنا الأذى ـ لا سمح الله ـ سیمتد ذلک لیشمل المنطقة بأسرها ما یؤدی الى حدوث تطورات کبیرة فی المنطقة، وهذا ما یجعل المسؤولیة الموضوعة على عاتقنا أکبر بکثیر.
أعزائی! إننا قدمنا مئات الآلاف من الشهداء والمعاقین، لإنتصار الثورة الإسلامیة. کونوا على یقین ان أرواح الشهداء وروح الإمام الراحل المقدسة ومؤسس الجمهوریة الإسلامیة فی تألم مما یحدث فی الوقت الحاضر. لا أرنا الله تعالى ذلک الیوم الذی نرى فیه انتهاک حرمة تلک الدماء بسبب غلبة الأحاسیس على العقلانیة.
المقترعین المحترمین لا سیما أنتم شریحة الشباب الأعزاء! أنا أکن لجمیعکم الإحترام. تعالوا نبدد الإختلافات عبر الحوار، وجمیعنا یحترم الآخر، ولا نتبادل الألفاظ المشینة فیما بیننا، ونحیی الأخوة الإسلامیة.
إن مسؤولیة عقلاء القوم فی الوضع الراهن کبیرة جداً، حیث یجب علیهم ان یحافظوا على الهدوء، ویدعون الآخر للجلوس إلى طاولة الحوار، ویضعوا أیدیهم بأیدی الآخر، وفی نهایة المطاف یشکلوا حکومة یمثلها جمیع التیارات والجهات الوفیة للثورة الإسلامیة، لنبنی من خلال ذلک وطنناً أکثر شموخاً ورفعة ، وتستحیل أجواء الجفاء الى أجواء محبة، حیث تبوء بذلک مخططات العدوء بالفشل، ویأمل بذلک الأصدقاء. إن شاء الله.