بسم الله الرحمن الرحیم
أحداث العراق الدامیة جرحت قلوبنا وقلوب جمیع أصحاب الضمائر الحیة فی العالم، والتی راح ضحیتها عدد کبیر من الزوار الإیرانیین وغیر الإیرانیین. نحن ندین ونستنکر هذه الأعمال الوحشیة التی لا یمکن أن نطلق علیها الا عنوان الجنون فی سفک الدماء، ونعتقد إن من یستهدف الناس الأبریاء والعزل بأسلوب جبان لا یملک ذرة من الإیمان، والوجدان، والشرف، والانسانیة.
الحقیقة هی إن الوهابیة التکفیریة أصبحت مشکلة کبیرة "للبشریة"، و"للعالم الإسلامی"، فهی من جهة تزعزع الأمن والسلم العالمی، وتستهدف فی کل یوم مجموعة من الابریاء فی دولة من دول العالم، وهی لا تستجیب للحوار المنطقی، ولیست مستعدة للنزول فی ساحة القتال، لأنها تضم مجموعة جبناء لا یفهمون الا الإغتیال الأعمى فی حین یسقط أغلب ضحایا هذه الأعمال النکراء من المسلمین، وهی من جهة ثانیة تحول دون اتساع رقعة الدین الاسلامی الذی یضم بین دفتیه ثقافة غنیة، ومتعالیة، وأوصلت الأمور الى مرحلة یُتهم کل من یقول أنا مسلم بالإرهاب، فبالیقین لم توجه ضربة الى دعائم الإسلام فی طوال التاریخ الإسلامی مثل ما توجهه الوهابیة إلیه.
وعلى العالم أن یظافر جهوده لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة، ولا یکتفی بإلقاء القبض على المجرمین، وتسلیمهم الى العدالة، وإنما علیه أن یجد طریقاً لمواجهة منشأ هذه الظاهرة الخبیثة المتمثل بما یسمى مدارس الإصلاح الدینی والتی تنتهج شعار: من لا یکون وهابیاً فدمه وماله مباح!!
وللأسف هناک أیدی تسعى لنشر هذه المدارس فی کل مکان والتی طالت بدورها بلدنا فی الآونة الأخیرة. إن المطلوب هو الإشراف الدقیق على هذه المدارس واستبدال تعالیمها الخاطئة وغیر الاسلامیة وغیر الانسانیة بالتعالیم السلیمة، وما دام لم تعالج جذور هذه المشکلة فعلى العالم أن ینتظر حدوث تداعیات مؤلمة.
نحن نعزی جمیع أسر ضحایا هذه الأحداث الدامیة، ونسأل من الله تعالى الطمأنینة لأرواح الشهداء، والشفاء للمجروحین فی أسرع وقت ممکن.