سماحته یوصی رثاة وشعراء أهل البیت (ع) بستة عشر وصیة  

سماحته یوصی رثاة وشعراء أهل البیت (ع) بستة عشر وصیة  


استقبل سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی یوم الخمیس الماضی رثاة وشعراء أهل البیت (ع) ، وطالبهم بحفظ شأن مجالس العزاء .‌ وفی هذا اللقاء ، حثّ سماحته الخطباء والرثاة والشعراء على معرفة مکانتهم وتثمینها والافتخار بذلک ، وأضاف : لقد امتزجت حیاتکم بحیاة أهل البیت (ع) ؛ وانطلاقاً من ذلک فالمسؤولیة التی تقع على عاتقکم أکبر وأعظم مما یقع على عاتق غیرکم .‌

وتابع سماحته توجیهاته للشعراء والرثاة قائلاً : ینبغی على ذوی الخبرة والباع الطویلة فی مجال الشعر والرثاء أن یضعوا تجاربهم تحت تصرف الجیل الشاب للنهوض بمستوى الرثاء والارتقاء بالعقیدة فی عصرنا الراهن .

وأوضح سماحته أن الدین غیر منفصل عن السیاسة وقال : المراد من السیاسة هنا هی السیاسة التی تعنی حفظ النظام ؛ أما الانهماک فی الأحزاب والأجنحة السیاسیة المختلفة والتبلیغ لها فی مجالس العزاء فلا یصبّ فی صالح المجالس الحسینیة .

وأضاف : لا ینبغی على الخطباء والشعراء أن یقوموا بدعایة لصالح مرشح ما ؛ لأن ذلک یؤدی الى انهیار قیم ومثل العزاء الحسینی .

ثم شدّد سماحته على أن البعض یسعى لإدخال الانحراف والزیغان الى مجالس العزاء من أجل توجیه ضربة للاسلام ، وتابع : على الجمیع أن یتحلى بالیقظة والحذر الشدیدین وعدم السماح للعدو بالنفوذ والتغلغل من خلال ذلک .

وأضاف سماحته : إن العدو یسعى من خلال هذه الحرکة المشؤومة الى حرف الجیل الشاب من الشعراء والرثاة .

وقال سماحته مشیراً الى بعض ألوان البدع التی طالت مجالس العزاء مؤخراً : یجب أن یُمیّز العلماء للناس بین البدعة والسنة ؛ لئلا ترد البدع الى مجالس العزاء .

وانتقد سماحته استعمال بعض الآلات الموسیقیة فی مجالس العزاء ، مؤکداً على لزوم الوقوف بوجه مثل هذه الأعمال وعدم السماح بدخولها مجالس عزاء الامام الحسین (ع) .

ولفت سماحته الى التغنی بالأشعار الحسینیة بألحان غربیة وشاذة ورکیکة بواسطة بعض الرثاة ، وقال مضیفاً : لا یجب أن نسمح بالتغنی بالألحان المریبة فی مجالس العزاء التی کان یُتغنى بها فی أمریکا قبل أیام .

ونوّه سماحته الى أقوال بعض الرثاة الدالة على الغلوّ قائلاً : یجب حفظ حرمة الله تبارک وتعالى والنبی الکریم (ص) والأئمة الأطهار (ع) ، کما یجب الابتعاد عن الکلمات التی یشمّ منها رائحة الغلوّ .

وأضاف سماحته : إن ذکر هذه الکلمات التی تؤدی بصاحبها الى الکفر تکون ذریعة لقتل عدد کبیر من الشیعة على ید الوهابییین الضالّین ، فعلى الرثاة الأعزّة الالتفات الى هذا الأمر .

وحرّم سماحته خلع الملابس والتعرّی أثناء اللطم على الصدور فی المجالس التی تحضرها النساء وقال : لا ینبغی على الشباب التعرّی حتى لو لم تحضر النساء مجالسهم ؛ ذلک أن العدو یصور هذه اللقطات ویبثها فی الدول الغربیة بهدف تشویه صورة الاسلام .

وتابع : لم یجر ِالتعرّی فی مجالس العزاء فی زمن الأئمة أبداً .

وحرّم سماحته تعریض البدن الى الأذى فی مجالس العزاء فقال : یشاهد فی بعض المجالس أن البعض یستعمل زناجیر حادّة فی ضرب البدن لإدمائه ، وهو عمل غیر صحیح .

وأعرب سماحته عن أسفه لاستعمال بعض الألفاظ الموهنة فی مجالس العزاء قائلاً : من غیر اللائق استخدام تعابیر موهنة فی مجلس عزاء سید الشهداء ، ومن الأفضل استبدالها بکلمات دالّة على العشق والمحبة .

وشدّد سماحته على ضرورة تحلی الرثاة بالکبریاء وعزّة النفس ، معتبراً ذلک من الخصائص اللازمة للراثی.

وفی جانب آخر من وصایاه القیمة ، قال سماحته : لا بدّ للراثی من الوفاء بوعده ؛ فلا ینبغی أن یُفضّ مجلس العزاء نتیجة عدم حضور الراثی فی الوقت المناسب .

ثم أکد سماحته على ضرورة حفظ الرثاة لحرمة بعضهم البعض ، واحترام ذوی الخبرة الطویلة والقدماء منهم ، وانتهاج الوسطیة فی الإنشاد ، والتواضع أمام الناس .

وفی آخر الوصایا قال سماحته : یجب أن یتناسب عملکم مع مکانتکم بحیث لایسیء هذا العمل الى الاسلام .

الوسوم :
captcha