وتابع سماحته توجیهاته للشعراء والرثاة قائلاً : ینبغی على ذوی الخبرة والباع الطویلة فی مجال الشعر والرثاء أن یضعوا تجاربهم تحت تصرف الجیل الشاب للنهوض بمستوى الرثاء والارتقاء بالعقیدة فی عصرنا الراهن .
وأوضح سماحته أن الدین غیر منفصل عن السیاسة وقال : المراد من السیاسة هنا هی السیاسة التی تعنی حفظ النظام ؛ أما الانهماک فی الأحزاب والأجنحة السیاسیة المختلفة والتبلیغ لها فی مجالس العزاء فلا یصبّ فی صالح المجالس الحسینیة .
وأضاف : لا ینبغی على الخطباء والشعراء أن یقوموا بدعایة لصالح مرشح ما ؛ لأن ذلک یؤدی الى انهیار قیم ومثل العزاء الحسینی .
ثم شدّد سماحته على أن البعض یسعى لإدخال الانحراف والزیغان الى مجالس العزاء من أجل توجیه ضربة للاسلام ، وتابع : على الجمیع أن یتحلى بالیقظة والحذر الشدیدین وعدم السماح للعدو بالنفوذ والتغلغل من خلال ذلک .
وأضاف سماحته : إن العدو یسعى من خلال هذه الحرکة المشؤومة الى حرف الجیل الشاب من الشعراء والرثاة .
وقال سماحته مشیراً الى بعض ألوان البدع التی طالت مجالس العزاء مؤخراً : یجب أن یُمیّز العلماء للناس بین البدعة والسنة ؛ لئلا ترد البدع الى مجالس العزاء .
وانتقد سماحته استعمال بعض الآلات الموسیقیة فی مجالس العزاء ، مؤکداً على لزوم الوقوف بوجه مثل هذه الأعمال وعدم السماح بدخولها مجالس عزاء الامام الحسین (ع) .
ولفت سماحته الى التغنی بالأشعار الحسینیة بألحان غربیة وشاذة ورکیکة بواسطة بعض الرثاة ، وقال مضیفاً : لا یجب أن نسمح بالتغنی بالألحان المریبة فی مجالس العزاء التی کان یُتغنى بها فی أمریکا قبل أیام .
ونوّه سماحته الى أقوال بعض الرثاة الدالة على الغلوّ قائلاً : یجب حفظ حرمة الله تبارک وتعالى والنبی الکریم (ص) والأئمة الأطهار (ع) ، کما یجب الابتعاد عن الکلمات التی یشمّ منها رائحة الغلوّ .
وأضاف سماحته : إن ذکر هذه الکلمات التی تؤدی بصاحبها الى الکفر تکون ذریعة لقتل عدد کبیر من الشیعة على ید الوهابییین الضالّین ، فعلى الرثاة الأعزّة الالتفات الى هذا الأمر .
وحرّم سماحته خلع الملابس والتعرّی أثناء اللطم على الصدور فی المجالس التی تحضرها النساء وقال : لا ینبغی على الشباب التعرّی حتى لو لم تحضر النساء مجالسهم ؛ ذلک أن العدو یصور هذه اللقطات ویبثها فی الدول الغربیة بهدف تشویه صورة الاسلام .
وتابع : لم یجر ِالتعرّی فی مجالس العزاء فی زمن الأئمة أبداً .
وحرّم سماحته تعریض البدن الى الأذى فی مجالس العزاء فقال : یشاهد فی بعض المجالس أن البعض یستعمل زناجیر حادّة فی ضرب البدن لإدمائه ، وهو عمل غیر صحیح .
وأعرب سماحته عن أسفه لاستعمال بعض الألفاظ الموهنة فی مجالس العزاء قائلاً : من غیر اللائق استخدام تعابیر موهنة فی مجلس عزاء سید الشهداء ، ومن الأفضل استبدالها بکلمات دالّة على العشق والمحبة .
وشدّد سماحته على ضرورة تحلی الرثاة بالکبریاء وعزّة النفس ، معتبراً ذلک من الخصائص اللازمة للراثی.
وفی جانب آخر من وصایاه القیمة ، قال سماحته : لا بدّ للراثی من الوفاء بوعده ؛ فلا ینبغی أن یُفضّ مجلس العزاء نتیجة عدم حضور الراثی فی الوقت المناسب .
ثم أکد سماحته على ضرورة حفظ الرثاة لحرمة بعضهم البعض ، واحترام ذوی الخبرة الطویلة والقدماء منهم ، وانتهاج الوسطیة فی الإنشاد ، والتواضع أمام الناس .
وفی آخر الوصایا قال سماحته : یجب أن یتناسب عملکم مع مکانتکم بحیث لایسیء هذا العمل الى الاسلام .