ولفت سماحته الى الاقبال الکبیر للشعب الایرانی على القرآن بعد انتصار الثورة الاسلامیة وقال : أقیمت فی الآونة الأخیرة نشاطات واسعة حول التلاوة والترتیل والترجمة والتفسیر ، وکان لها مردود معنوی إیجابی کبیر وأثمرت برکات کثیرة للبلاد ، وذلک رغم فانها غیر کافیة .
وفی معرض إشارته الى الأوضاع الراهنة قال سماحته : فی العصر الذی تزداد فیه المفاسد الأخلاقیة والاجتماعیة ویتسبب التطور التکنولوجی والجهاز النقال تحدیداً بأمراض أخلاقیة مستعصیة للمجتمع ، لا بدّ لنا من توسیع رقعة نشاطاتنا القرآنیة وکون دولتنا سباقة فی هذا المجال لیغدو القرآن ضامناً لعدم الانحراف والانجرار وراء الشهوات .
الى ذلک وجه سماحته نقداً الى طباعة مصحف عثمان طه والتراجم المختلفة للقرآن وأضاف : إن مصحف عثمان طه الذی تنفق السعودیة على طباعته أموالاً طائلة ثم تروج له فی موسم الحج یحوی أخطاء کثیرة ، أغلبها یعود الى رسم الخط الذی لم یکن موجوداً فی زمن النبی (ص) قطعاً ، بل وفد بعده ، وهو یفضی الى إضلال القرّاء ؛ فلا بدّ من إصلاح تلک الأخطاء .
وتابع سماحته : لقد آن الأوان لأن یجتمع علماء الاسلام لیصححوا تلک الأخطاء .
ثم نوّه سماحته الى التراجم الموجودة للمصحف الشریف وقال : تراجم القرآن تنطوی على أخطاء کثیرة أیضاً . فمن رغب بترجمة کتاب الله الکریم لا بدّ أن یکون قد فسر تمام القرآن مرة واحدة على الأقل ، ویجب أن یکون ملماً بالعقائد والفقه والقضایا الاسلامیة غایة الالمام ومحیطاً باللغتین العربیة والفارسیة کامل الاحاطة .
وختاماً أشار سماحته الى ترجمة باللغة الفارسیة للقرآن الکریم نشرها الوهابیون مؤخراً ، وشدد على احتوائها على انحرافات عقائدیة کثیرة لتفسیرها آیات الولایة بغیر معانیها ، وأضاف : یقع على عاتق وزارة الثقافة والارشاد الحدّ من محاولات البعض لتشویه العقائد الشیعیة المسلّمة عن قصد أو غیر قصد من خلال نشر ترجمة منحرفة لکتاب الله المجید .