و قال سماحته بشأن ضرورة الابقاء على الملحمة الحسینیة حیة و ذات جذوة متقدة: لیست عاشوراء حادثة فحسب، بل هی حرکة تاریخیة و من مصادیق القرآن القائل بأنّ صراع الحق و الباطل مستمر منذ بدء الخلقة الى الآن. حتى لو قامت حکومة الامام المهدی (عج) سیبقى الباطل هنا و هناک. إذن هی حرکة تاریخیة یقودها الامام الحسین(علیه السلام).
و أضاف سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی قائلا: ثار الامام الحسین(علیه السلام)لما شعر بالخطر على دین جده أهم الأدیان السماویة، و بذلک لقننا درساً بالسیر على نهجه حتى نهایة المطاف، لقد علمنا الامام الحسین(علیه السلام) منهج و منطق و وسائل الکفاح، و قد تممت خطب الامام السجاد و السیدة زینت(علیه السلام) ذلک.
وصف سماحته حرکة عاشوراء بالمعین الذی لاینضب للمسلمین و سبباً لبروز العواطف النبیلة و قال: إنّ هذه الحرکة تمثل قاعدة مناسبة لایجاد روح الحماس و الاستعداد للتضحیة و الجهاد و الشهادة. إن لم نتهیأ للتضحیة لایقطع العدو أمله، إنّه یفتقر الى هذه الثروة. لکنّنا نمتلک ثورة عملاقة، و هذه الثروة هی التی مضت بالثورة قدماً و غیرت المعادلة فی جنوب لبنان.
أبدى سماحته رغبته بتبیین واقعة عاشوراء و نتائجها للمسلمین لاسیما الشباب منهم کی یبقى هذا النبراس متوهجاً الى الأبد.
و ذکر سماحته فی جانب آخر من حدیثه أنّ إقامة مراسم عزاء الامام الحسین(علیه السلام) فی عاشوراء من المیزات الهامة و الخاصة بالمسلمین و الشیعة منهم على وجه التحدید و صرح قائلا: نحن کالأسماک نبحث عن المیاه. کانت ثورة عاشوراء أساساً لنا، و فی الحقیقة استنبطت حکومتنا الاسلامیة من ملحمة عاشوراء التی صنعها الامام الحسین(علیه السلام).و تابع سماحته قائلا: علینا أن نحذر من ورود الآفات التی تخدش هذه الثورة، و ألا نکون غیر منسجمین مع بعض، یجب أن نحجم عن ذکر مالا یلیق بشأن الامام الحسین و أصحابه، و نذکر المواضیع التی تلیق بالمنزلة الشامخة للامام(علیه السلام)، و یجب أن نحذر من اختراق العدو لصفوفنا لأجل التحریف. کانت البدع و مازالت آفة لکافة الأدیان الالهیة، علینا ألا نسمح بتلوث نهضة و ثقافة الامام الحسین(علیه السلام) بالبدع و التحریف.
و ختاماً قال سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: للأسف ینوی عدد ممن یسمى بالمفکرین إقامة مراسم تفتقر الى روح العزاء و تکتفی بالبحوث التاریخیة فقط. یجب تسلیم هذه الثروة الى الأجیال القادمة بصورة أمینة، و من حسن الحظ أنّ الملحمة الحسینیة ذاتها تتمتع بجاذبیة لدى الشباب فیمکن تعبئتهم وحشدهم للوقوف بوجه مؤامرات الأعداء عن طریق هذه النهضة.