و ضمن اعرابه عن تقدیره لاقامة مؤتمر الغدیر قال سماحته: کان الأمام علی(علیه السلام) مظلوماً على امتداد التاریخ و لم یزل کذلک. فمع ما یحمله نهج البلاغة من رصید هائل من العلوم و المعارف لم یکن له ـ و للأسف ـ ذلک الوقع والانعکاس فی العالم الاسلامی و غیره.
اعتبر سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی التطرق الى الغدیر و تعرف الناس على الامام علی(علیه السلام) خطوة مهمة و أضاف: فی وقتنا الراهن حیث الحکومة الاسلامیة قائمة، و قد أحرزت انتصارات کبیرة، هب الأعداء لمعارضتها، سواءاً کانوا من غیر المسلمین أم ممن وصفوا أنفسهم بالمسلمین، نظیر الوهابیین الجفاة الحاقدین، کل ذلک یدفع الى ازدیاد نشاطاتنا. و ذکر سماحته أنّ الأنشطة الواسعة حول موضوع الغدیر لایجب أن تقید بوقائع یوم الغدیر و شخص الامام علی(علیه السلام)، و أردف قائلا: الهدف کیان التشیع و الشیعة قاطبة. و لیکن الغدیر نقطة انطلاق. لایجب أن تؤطر الأنشطة بعالم التشیع، فکم هم جمیل أن تقام المراسم الکثیرة کل عام فی العالم الاسلامى بذریعة الغدیر، حیث یفضی ذلک الى إحیاء و تعزیز مدرسة أهل البیت(علیهم السلام).
وحث سماحته کافة الأجهزة التنفیذیة فی البلاد على بذل جهودها بما یتناسب مع مناسبة یوم الغدیر و قال: بوسع البلدیات إطلاق اسم الغدیر و ما شابه ذلک على الشوارع فی مختلف نقاط البلاد. حتى فی القضایا الترفیهیة من المناسب جداً أن نطلق اسم خدمات الغدیر على أمور من قبیل زواج الشباب و دور الیتامى و مساعدة البؤساء و الفقراء. و أضاف سماحته: یهدأ روع الناس و تداوى جروحهم بذکر اسم علی(علیه السلام)، یتزوج شبابهم و یکتمل جهاز عروساتهم و تسوى مشاکلهم، و هذا یؤدی الى ترویج و خلود الغدیر.
و فی الختام قال سماحته منتقداً بعض الخطابات و الکتابات و الأعمال المقرونة بالغلو بشأن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): إنّ هذا معاداة للغدیر، و من شأنه أن یفقده کل المعانی السامیة و القیم المثالیة. إنّ ذلک یمثل إعطاء الذریعة للعدو لیقول: إنّکم مغالون، و یقوم برصد کافة حرکاتنا للطعن و التشهیر فیها. بناءاً على ذلک یجب تمحیص تمام الکتب و الأشعار و المقالات، و التحذیر من الوقوع فی الانحراف.