وفی هذه الظروف الحرجة التی یشهدها المسلمون وهم یتعرضون الى أبشع الحملات من العدو ویحتاجون الى الاتحاد والتلاحم أکثر من أی وقت مضى، فان خیر ما نقوم به هو الاجتماع حول القرآن الکریم ؛ فهو حبل الله الممدود الذی یشدّ جمیع القلوب إلیه، ودعا الله الانسان الى التمسک به فی الآیة 103 من سورة آل عمران فقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَلا تَفَرَّقُوا)، وما الاعتصام بحبل الله إلا التمسک الجماعی بتعالیم هذا الکتاب العظیم. وهذا هو النور الهادی الذی قال عنه تعالى فی الآیات 15 و16 من سورة المائدة: ( قَدْ جَاءَکُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَکِتَابٌ مُبِینٌ*یَهْدِی بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَیُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ).
نعم، یتخلص الجمیع من ظلمات التتشرذم والاختلاف والنزاع والمساجلات، ویعیشون فی أخوة ووئام فی ظل هدایته، ومن ثم ینطلقون نحو قلل العلم والتطور والتقدم.
إن اطلاع الشبیبة على هذا الکتاب العظیم یصونهم من الحملة الثقافیة المسعورة الرامیة الى هدم أسسهم الاعتقادیة والأخلاقیة.
وأنا بدوری أقدم خالص تحایای لکافة الأعزة المساهمین فی هذه المسابقة وأهنأهم بذلک، بالاضافة الى المشارکین فی المسابقة التی نظمها مکتبنا هناک.
إننی على ثقة من أنکم أیها الأحبة من خلال دراستکم للقرآن وتعالیمه القیمة تسلکون سبیل السعادة والهناء، وبوسعکم أن تصبحوا فی المستقبل علماء ومؤمنین صالحین مفعمین بالنشاط والحیویة لتقدیم الخدمة الى بلدکم العزیز. نعم، إن مستقبل البلاد یُخلق بسواعدکم شریطة أن تتحرکوا دائماً فی ظل القرآن الکریم.
علیکم أن تقرأوا ما تسیر لکم من آی الذکر الحکیم بعد صلاة الصبح یومیاًَ، ومن ثم تطبقوا ذلک فی حیاتکم العملیة لتذوقوا بذلک طعم الحیاة السعیدة والسکون وراحة البال والتقدم والرقی.
هذا وأسأل الله تعالى لکم ولآبائکم ومعلمیکم وأساتذتکم مزیداً من التوفیق والعزة والسلامة الروحیة والجسدیة، متمنیاً علیه تعالى أن یحفظکم من جمیع الأخطار فی ظل کتابه المجید، إنه سمیع مجیب.
والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته 3فبرایر/ شباط 2008م