الایمان هو الحل الوحید لعلاج المفاسد فی العالم

الایمان هو الحل الوحید لعلاج المفاسد فی العالم


استأنف سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی درس الفقه الخارج للموسم الدراسی الجدید بعد شهر رمضان المبارک ، وفی الدرس الأول أعرب سماحته عن تمنیاته القلبیة الصادقة للطلاب بالتوفیق والنجاح الباهر ، وقال فی ختام الدرس : إن عالمنا الیوم یواجه تحدیات أکثر من أی وقتٍ مضى فهو یواجه ثلاث تحدیاتٍ خطیرةٍ : التحدی الأول هو الفساد الأخلاقی الذی یجتاح شتى بقاع العالم ، فوفقاً لتقاریر المخبرین المعتمدین هنالک 17000 قناة فضائیة أغلبها فاسدة ومفسدة ؛ أما القنوات العلمیة والدراسیة فتعدّ على الأصابع ، ما یتسبب بکوارث للعوائل ویعمل على تفککها ویؤدی الى انحراف الشباب عن جادة الصواب .‌  ‌

وأضاف سماحته : التحدی الثانی هو التحدی الاقتصادی ، إذ یعمل المستکبرون على سلب ثروات العالم برمتها فیما یعیش الکثیرون تحت خطّ الفقر . فطبقاً للاحصائیات المؤکدة ینام ملایین البشر وهم یتضورون جوعاً ، إضافة الى موت ملایین آخرین بسبب الأمراض والافتقار االى العلاج اللازم ، هذه فضلاً عن آلاف الأطفال الذین تزهق أرواحهم نتیجة سوء التغذیة . إن التضخم والغلاء جعل الدنیا على کفّ عفریت بینما یحتار الأثریاء الغربیون فی کیفیة إنفاق ثرواتهم الطائلة !

وتابع : التحدی الثالث یتمثل بالحرب ودعاتها ، فبعض السلطویون یقتاتون على الحرب ، فینبغی علیهم إشعال فتیل حربٍ هنا وهناک بغیة بیع أسلحتهم الفتاکة لیحصلوا على مصالحهم المنشودة ، بعض أنواع الأسلحة کالطائرات الحدیثة تصل قیمتها الى عشرات بل مئات ملایین الدولارات التی تذهب الى جیوب تلک الفئة المستأثرة بالأموال ، ومن ثم تدمر بصاروخٍ صغیرٍ .

ثم قال سماحته : الآن هؤلاء الذین یدقون إسفین الحرب فی أمریکا هم أشباه للبشر ویفتقرون الى أدنى حدّ من العواطف والمشاعر الانسانیة ، فلا یشفقون على أحدٍ ما بسبب مصالحهم الشخصیة .

الآن نتساءل ما الملاذ الذی یحمینا من مخاطر هذه التحدیات ؟ لا شک ولا ریب أنه لا ملاذ لنا سوى الله تعالى وتعالیم الأنبیاء الصالحین سیما نبینا الکریم (ص) ؛ فلا أحد یستطیع نشر السلام والوئام والعدل والفضائل الأخلاقیة والقیم الانسانیة فی عموم أرجاء العالم سوى هذه التعالیم الاسلامیة القیمة .

إن دواء أسقام العالم الراهن وبلسم جراحاته تکمن فی تعالیم الأنبیاء والقیم الأخلاقیة المستقاة من الوحی السماوی ؛ فعلینا أن نسعى جاهدین الى رعایة جمیع الشؤون الاسلامیة طیلة مراحل حیاتنا الاجتماعیة والفردیة لئلا نبتلى بمواجهة هذه التحدیات آملین أن یعم السلام کافة ربوع العالم .

الوسوم :
captcha