وأضاف سماحته : التحدی الثانی هو التحدی الاقتصادی ، إذ یعمل المستکبرون على سلب ثروات العالم برمتها فیما یعیش الکثیرون تحت خطّ الفقر . فطبقاً للاحصائیات المؤکدة ینام ملایین البشر وهم یتضورون جوعاً ، إضافة الى موت ملایین آخرین بسبب الأمراض والافتقار االى العلاج اللازم ، هذه فضلاً عن آلاف الأطفال الذین تزهق أرواحهم نتیجة سوء التغذیة . إن التضخم والغلاء جعل الدنیا على کفّ عفریت بینما یحتار الأثریاء الغربیون فی کیفیة إنفاق ثرواتهم الطائلة !
وتابع : التحدی الثالث یتمثل بالحرب ودعاتها ، فبعض السلطویون یقتاتون على الحرب ، فینبغی علیهم إشعال فتیل حربٍ هنا وهناک بغیة بیع أسلحتهم الفتاکة لیحصلوا على مصالحهم المنشودة ، بعض أنواع الأسلحة کالطائرات الحدیثة تصل قیمتها الى عشرات بل مئات ملایین الدولارات التی تذهب الى جیوب تلک الفئة المستأثرة بالأموال ، ومن ثم تدمر بصاروخٍ صغیرٍ .
ثم قال سماحته : الآن هؤلاء الذین یدقون إسفین الحرب فی أمریکا هم أشباه للبشر ویفتقرون الى أدنى حدّ من العواطف والمشاعر الانسانیة ، فلا یشفقون على أحدٍ ما بسبب مصالحهم الشخصیة .
الآن نتساءل ما الملاذ الذی یحمینا من مخاطر هذه التحدیات ؟ لا شک ولا ریب أنه لا ملاذ لنا سوى الله تعالى وتعالیم الأنبیاء الصالحین سیما نبینا الکریم (ص) ؛ فلا أحد یستطیع نشر السلام والوئام والعدل والفضائل الأخلاقیة والقیم الانسانیة فی عموم أرجاء العالم سوى هذه التعالیم الاسلامیة القیمة .
إن دواء أسقام العالم الراهن وبلسم جراحاته تکمن فی تعالیم الأنبیاء والقیم الأخلاقیة المستقاة من الوحی السماوی ؛ فعلینا أن نسعى جاهدین الى رعایة جمیع الشؤون الاسلامیة طیلة مراحل حیاتنا الاجتماعیة والفردیة لئلا نبتلى بمواجهة هذه التحدیات آملین أن یعم السلام کافة ربوع العالم .