وأضاف سماحته : فی ظلّ برکات شهر رمضان المبارک والتقوى الناتجة عن الصیام ، تستطیع الأمة الاسلامیة - خاصة الشباب منها – الصمود بوجه الحملة الثقافیة التی یشنها الأعداء . إن شهر رمضان یمنحنا جمیعاً قوة الایمان والشجاعة والتقوى الالهیة ، وهو ما یمثل ثروة کبیرة فی مکافحة کل ألوان الفساد المادی والمعنوی . فعلى قوى الأمن الداخی الاستفادة من هذه الطاقة الالهیة لمحاربة الفساد الأخلاقی ، ولا بد لها من السعی الجادّ لاحلال الأمن فی المجتمع . ولا یجب أن یتصور الناس أن هذه موجة عابرة ، بل علیهم أن یتیقنوا أنه برنامج دائم فی طریق رفاهیة وسلامة وأمن المجتمع ، فیحبط الکافرین ویبعث الأمل فی قلوب المؤمنین .
الى ذلک قال سماحته : على الساسة والمسؤولین السیر فی خطى راسخة لخدمة خلق الله فی ضوء القوة المعنویة الناشئة من شهر رمضان الکریم ، والأمل یحدونا فی أن یتمکنوا من إحکام سیطرتهم على أکثر مشاکل المجتمع أهمیة ألا وهو الغلاء والتضخم النقدی ، وأن یعملوا على إرضاء الشعب عنهم .
وتابع : تناهى الى مسامعنا أخبار عن النظام الاقتصادی فی ترکیا ، وأن المسؤولین هناک استطاعوا تخفیض مستوى التضخم من 70% الى 7% . یجب على مسؤولینا تتبع القوانین والأسالیب التی انتهجها المسؤولون الأتراک لاکتساب التجارب منهم . فلماذا لا نستطیع خفض مستوى التضخم من 15% الى 10% مثلاً ؟وما هی الأسباب الحقیقیة التی تقف وراء ذلک ؟
وأضاف سماحته : الفکر الایرانی مقبول فی العالم أجمع ، فعلى المسؤولین الجلوس مع بعضٍ والتشاور فیما بینهم والاستفادة من النخبة الاقتصادیة لحل هذه المشکلة المستعصیة . فالناس لا یتوقعون الکثیر منهم ، بل مجرد علمهم بسعی المسؤولین لحل مشاکلهم یبعث فیهم روح الأمل .
وقال أیضاً : نسأل الله تعالى أن یمنح الحکومة ومسؤولی وزارة الخارجیة ببرکة القوة المتحصلة من شهر الطاعة والعبادة شهر رمضان الکریم قوةً وقدرةً مضاعفةً لمواجهة التحدیات الراهنة وخطط الأعداء بخطةٍ تهدف الى تعزیز الارتباط بین الدول الاسلامیة . وثمة کلام عن إعادة العلاقات بین ایران ومصر ، فلا شک ولا ریب أن اتحاد هاتین الدولتین الفاعلتین فی إطار العالم الاسلامی سیقطع الطریق أمام الأعداء والمنحرفین ، ویحبط مؤامراتهم الرامیة الى تشویه الصورة الناصعة للاسلام ، وسیفتح آفاقاً عریضةً بوجه المسلمین فی کافة بقاع العالم .