ففی هذه المناسبة السعیدة وبعد أن أمّ سماحته حشود المؤمنین فی قاعة الامام الخمینی (ره) التابعة لضریح السیدة المعصومة (علیها السلام) لصلاتی الظهر والعصر ، بارک للمسلمین ذکرى ولادة ابن بنت النبی (ص) باعتباره بطلاً للصلح والسلام ، وقال : إن للصلح منزلةً رفیعةً فی الاسلام ، والحرب مناقضة لهذا الأصل الاسلامی .
وتابع : الاسلام یقبل الحرب طالما کانت فی الاطار الدفاعی ؛ لأنها تخلّف خسائر فادحة دائماً ، وتستمر آثارها الى أمدٍ طویلٍ .
وأشار سماحته الى آیاتٍ من الذکر الحکیم تتحدث عن الصلح وقال : على المسلمین أن یقبلوا بالصلح بحذر ؛ فقد یجعله الأعداء وسیلةً للهیمنة على رقاب المسلمین .
وأضاف : اذا ما نادى العدو بالصلح فعلى المسلمین أن یبادروا الى قبوله بفطنةٍ وحذرٍ ؛ ولا ینبغی أن یجهزوا على مجروحٍ للعدو ، ولا أن یصرّوا على مواصلة الحرب بذریعة الحصول على غنائم .
وقال سماحته : الجنة التی وُعد بها المسلمون إنما هی محلّ للصلح والمودة ، ولا وجود للحقد والضغینة فیها ؛ وهذا هو الأساس الراسخ للاسلام .
ثم أکد سماحته أن الامام الحسن المجتبى (علیه السلام) هو المنادی الکبیر بالصلح والسلام ، وأضاف : صالح الامام الحسن (علیه السلام) فی زمنٍ یعلم أن المسلمین سیخذلونه . غیر أن هذا الصلح کان الممهّد لنهضة عاشوارء والثورات التی أعقبتها .
وشدد سماحته على أن "المسلمین سینتصرون انتصاراً حقیقیاً فی الحرب اذا ما حافظوا على القیم الجهادیة ؛ لأنه لا قیمة للانتصار مع انتهاک القیم الالهیة والانسانیة".
الى ذلک وجه سماحته انتقاداً لاذعاً للتفجیرات الدمویة والانتحاریین فی العراق وباقی الدول الاسلامیة قائلاً : یقتل فی هذه الانفجارات أعداد کبیرة من الأبریاء ، والاسلام وضع قوانین للحرب تقضی بعد التعرض للنساء والأطفال والمدنیین العزّل ، بل حتى الحیوانات والنباتات .