لا شک ولا ریب أن هذه القضایا لن تغیر أفکار المسلمین ؛ أولاً : قال الله تعالى فی المسیح : (وما قتلوه وما صلبوه ولکن شُبه لهم ) هؤلاء یجهلون ما جاء فی کتابهم السماوی .
ثانیاً : صلب على مرّ التاریخ وتعاقب العصور آلاف من المجرمین والظلمة ، لنقل إذن : بما أن أولئک صلبوا والمسیح صلب أیضاً فهم متماثلون ، یا له من منطق عجیب !
ثالثاً : هؤلاء وجهوا إهانة للسید المسیح (ع) حینما شبهوا به ظالماً کهذا ؛ لذا نقل اعتراض عدد من المسیحیین على هذه الاهانة بتشبیهه بأعتى جناة القرن .
أنا أعتقد بضرورة اجتماع النخبة والحکماء لتدارس عقد مؤتمر على وجه السرعة للنظر فی جنایات صدام ، فهناک کم هائل من الوثائق والمصادر لهذه القضیة یجب النظر فیها ، وینبغی تدوین کتب فی مجلدات متعددة فی هذا المضمار لتبقى للتاریخ ولکی لا یمرّ على مثل هذه القضایا مرور الکرام . إن أغلب جرائم صدام لم تظهر للعیان ، یجب کشف النقاب عن هذه المواضیع ؛ فهناک أیادٍ لم تدع صدام یحاکم على جرائمه الأخرى .
فلیحضّر لمؤتمر یدعى إلیه کافة مفکروا العالم لینظروا فی جرائم صدام بشکل منطقی بعیداً عن العصبیة لتظل نتائج ذلک ذخراً للتاریخ ؛ فالبعض یحاول کتم هذه الحقائق .
وعلى أیة حال ، نأمل أن یتحلى المسلمون بالیقظة والحذر من دسائس الأعداء الذین یرومون زرع بذور الفرقة بین المذاهب الاسلامیة والقضاء على المسلمین بالتناحر الداخلی لیهیمنوا هم على کافة ثروات الدول الاسلامیة .
نسأل الله تعالى أن یمنحنا العقل الکافی لنعی ما نفعل وما یریدون وما ینبغی علینا فعله .
مکتب سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّ ظله)
6/1/2007م