أشار آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی بدایة درس الفقه الخارج الى إعدام صدام قائلاً : لم یشهد التاریخ مثل هذا الطاغی إلا ماندر ؛ فصدام أسوأ من الحجاج قطعاً لأنه فعل ما لم یفعله الحجاج فقتل حتى أقرباءه ، ولم یرأف بشعبه أیضاً ، أباد الأکراد مستخدماً الأسلحة الکیمیاویة ، ونکل بالعلماء ونسل رسول الله (ص) والمتدینین، کما هاجم دولة الکویت کذلک .
وأضاف سماحته قائلاً : لم تنظر المحکمة إلا لنزر یسیر من جرائم صدام . لم تستخدم الأسلحة الفتاکة إلا دولتان : الأولى أمریکا فی ضرب الیابان بالأسلحة الکیمیاویة ، والأخرى حکومة صدام فی قصفها مدینة حلبجة بالأسلحة الکیمیاویة أیضاً . هذه جرائم ضد البشریة .
وتابع سماحته القول : إن إعلان العزاء على إعدام صدام أماط اللثام عن الوجوه وکشف الحقائق . یجب أن نصدق أن هؤلاء هم من أعان صدام فی حربه المفروضة على ایران ، إن من أعربوا عن أسفهم على إعدام قاتل الشیعة والمسلمین على العموم هم أعداؤنا الحقیقیون ؛ لأن صدیق عدوی عدوی حتى لو أظهر لی المودة .
وقال سماحته مشیراً الى قوله تعالى : ( ولکم فی القصاص حیاة ) : أیؤمن القادة الاسلامیون بالقرآن أم لا ؟ إنهم یقدمون النعرات القومیة والجاهلیة على القرآن . إلا أن یقال : إن ردّ فعلهم نابع من خوفهم من الابتلاء بنفس المصیر .
وأضاف سماحته قائلاً فی حشد من مئات من تلامذته : یجب على الجمیع الاتعاظ من هذا الأمر ، وعلینا نحن أیضاً تمییز أعداءنا من أصدقائنا والوقوف على عدم منطقیة العالم الراهن ، فیاللعجب من هذه الدنیا . نحن یجب أن نهیأ أنفسنا لمواجهة هذه الأوضاع وینبغی أن نعتمد على أنفسنا ، ونعمل على إشاعة الأمن والسلام فی ربوع العالم .
مکتب سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی (مدّ ظله)
3/1/2007م