وعدّ سماحته الواجب الملقى على عاتق أساتذة الحوزة العلمیة فی إعداد الطلاب الشباب کبیراً جداً وخاطب الأساتذة قائلاً : هیؤا الطلاب الشباب لیستفید منهم الاسلام والتشیع أقصى حالات الاستفادة .
وتابع سماحته قائلاً : خلافاً لما یقوله البعض فان حوزة قم الیوم عاملة ونشطة وفاعلة , وتنشر کل عام مئات الکتب القیمة وتقدمها للعالم الاسلامی .
واعتبر سماحته التعلم وتعلیم الآخرین وتهیئة الأرضیة لتطبیق أحکام ومعارف الدین الحنیف من أهم التعالیم الاسلامیة وأضاف قائلاً : الأهم من کل ذلک إنتاج العلم فی نطاق الدین . اذا ما اکتفینا بعلوم القرون الخالیة ولم نضف علیها شیئاً جدیداً ستتوقف عجلة العلوم عن الحرکة , یجب استنتاج مطالب جدیدة من القرآن والسنة فی کل یوم وتقدیمها الى المجتمع .
وأضاف سماحته القول : لدینا أحادیث کثیرة فی الاسلام تؤکد أن الحوزة العلمیة وکافة الأوساط العلمیة ینبغی أن تسیر فی طریق إنتاج العلم .
وضمن انتقاده لأولئک الطلبة الذین لا یعیرون اهتماماً یذکر للبحث والتحقیق صرح قائلاً : یطلق البعض لفظ محقق على من یقوم بجمع الأقراص المدمجة ونشرها مستفیداً من الحاسوب , وهذا ما تؤکد علیه أغلب المؤسسات ومراکز التحقیق . إن هذا العمل جید , لکن لا ینبغی الاکتفاء به ؛ إن القرآن وعلوم أهل البیت (ع) ملیء بالعجائب وکلما ازددنا غوراً فیها حصلنا على مواضیع جدیدة.
وشدد سماحته على ضرورة الاهتمام بالقابلیات الموجودة فی الحوزة قائلاً : هناک طلاب فی الحوزة یمکنهم أن یصبحوا من أبرز العلماء فی المستقبل , لا ینبغی التفریط بهکذا قابلیات , بل یجب تشجیعهم لیشعروا بالفخر والاعتزاز ویمضوا قدماً فی کسب العلوم .
وأضاف قائلاً : إثارة الشبهات أحد أهم هواجس الحوزة ؛ فهناک أسباب کثیرة تدعو الأعداء الى ذلک من أهمها الأمور السیاسیة , أولئک یعتبرون الاسلام عقبة کؤوداً فی طریق تحقیق أهدافهم فیسعون الى إزالة هذه العقبة بشتى الوسائل .
واعتبر سماحته أن الأسالیب الأخرى لمواجهة الکفر للاسلام الأصیل عبارة عن إیجاد الفرق الضالة کالوهابیین التکفیریین والمذاهب المختلقة , والتحریض على التصوف والدعایة له وقال : یعتمد الأمریکان على هذه الزمر اعتماداً کاملاً . لا ینبغی على الحوزة الترکیز على الفقه والأصول فحسب وإهمال المعارف الأخرى وردّ الشبهات , وتقع مسؤولیة الردّ على الشبهات على عاتق أساتذة الحوزة الکرام .
وختاماً صرح سماحته قائلاً : برغم کل الاحترام الذی نکنه لحکومة الجمهوریة الاسلامیة , ینبغی أن نقول : ثمة قصور فی المجال الثقافی وجانب التبلیغ الاسلامی , حیث تخصص السعودیة مبالغ طائلة للتبلیغ والدعایة للوهابیة , ونحن لا نرصد میزانیة مناسبة حتى لتشیید مدرسة أو مسجد أومکتبة , ولا أحد یجیب عن هذا القصور .