إن الاساءة الى نبی الاسلام (صلى الله علیه وآله وسلم) والهجوم على الضریح المطهر للامامین العسکریین (علیهما السلام) کانتا أهم حادثتین مفجعتین حدثتا خلال الأیام الماضیة ؛ وقد أبدى کافة المسلمین – ولله الحمد – ردود أفعال مناسبة جداً فیما یتعلق بهذین الموضوعین وجدیرة بالشکر والتقدیر .
وقال سماحته مؤکداً على عمق الأحداث الأخیرة : لا ینبغی الاکتفاء بالحداد وتنظیم المسیرات وتعطیل الدروس ؛ فالناس یتوقعون الکثیر من الحوزات العلمیة ومراجع التقلید , یجب على مراجع التقلید عقد ندوات مشترکة للتعرف على جذور هکذا أمور , والتفکیر بحلول مناسبة وناجعة لتفادی تکرار مثل هذه الحوادث الألیمة .
وقال سماحته مخاطباً الحکومة : بالرغم من أن استدعاء السفراء وتحذیرهم عمل حسن جداً ؛ لکنه غیر کافٍ , إن الشعب یتوقع المزید من الحکومة ؛ فیجب علیها اتخاذ اجراءات أکثر حزماً فی هذا الصدد .
وأکد سماحته قائلاً : تصرف الشعب والمرجعیة فی ایران والعراق بذکاء ویقظة مما أحبط مؤامرات العدو الرامیة الى زرع بذور الفرقة والنزاع ؛ إلا أنه یمکن تکرار مثل هذه الأعمال ما لم یدرس الموضوع من کافة جوانبه .
وأشار سماحته الى بعض الأخبار التی تؤکد على وجود خطة معدة سلفاً لتفجیر أضرحة الأئمة فی سامراء فقال :
من المهم فی الوضع الراهن العثور على رأس الخیط الموصل الى الجناة ؛ فقد ورد فی بعض الأنباء أن شهوداً عیان لاحظوا فی اللیلة السابقة لوقوع الجریمة حرکات مریبة حول الحرم الشریف من قبل القوات المحتلة والأجنبیة مما یوحی باعداد خطة مسبقة لذلک ؛ کما أن عمق الکارثة وتهدیم الجزء الأکبر من القبة لا یمکن أن یحدث بواسطة تفجیر بسیط فقط , یجب على الحکومة العراقیة تقصی الحقیقة على وجه السرعة .
وختاماً شدد سماحته على ضرورة التعجیل فی ترمیم ضریح الامامین العسکریین (علیهما السلام) وأردف قائلاً :
ینبغی إعادة بناء مرقد الامامین العسکریین (علیهما السلام) بأسرع وقت وعلى أکمل وجه ممکن رغم أنوف الأعداء , وخاصة السرداب المقدس لغیبة الامام صاحب العصر والزمان (عج) ؛ إن الشعب أبدى استعداده للمساهمة فی هذا الأمر المقدس , ونأمل ألا یحصل العدو من أعماله الشنیعة إلا على النتیجة العکسیة والخیبة والخسران ؛ فتسیر الأمور على خلاف ما خطط له .