أشار آیة الله العظمى مکارم الشیرازی الى موضوع محرقة الیهود قائلاً : یؤمن الیهود بامتلاکهم امتیازاً تاریخیاً ویعتقدون أن الألمان فی عهد هتلر أحرقوا ستة ملایین یهودی ویقولون : لا یجوز لأحد إنکار تلک الحادثة , وهذا یعنی القفز على الحقائق التاریخیة وإخضاعها للرقابة .
وأعرب سماحته عن أن من ینکر هذه الحادثة أو یشکک فیها فی أوربا سیکون مصیره السجن لا محالة وأضاف قائلاً :
لم یسبق أن حصل فی التاریخ سجن من یبحث فی حادثة تاریخیة ما , لکن إنکار قتل الیهود الیوم یساوی السجن ؛ لقد اعتقل العدید من المؤرخین فی ألمانیا وفرنسا بهذه الاتهامات .
واعتبر سماحته موقف الدول الأوربیة إزاء الصهاینة موقفاً مذلاً ومخجلاً وأکد قائلاً : لا نشک بأن هتلر إنسان ظالم وقاتل , وقد عامل الیهود شرّ معاملة وارتکب جنایات بحقهم ؛ أما أنه هل قتل منهم ستة ملایین أم لا ؟ فهذا موضوع تاریخی , وما هو المانع من جلوس المؤرخین والمحققین لدراسة هذه القضیة والوصول الى نتیجة واضحة فی هذا المجال ؟
واعتبر سماحته ارتکاب المجازر بحق الفلسطینیین من قبل الصهاینة أمراً لا إشکال فیه من وجهة نظر السیاسیین الغربیین وأردف قائلاً :
لا مانع من ارتکاب مجازر القتل الجماعی بحق الفلسطینیین , لکن هل حدثت مجازر قتل جماعی بحق الیهود على مرّ التاریخ أم لا ؟ فیجب القول – برأی الغربیین- : حدث ذلک قطعاً , ولیس لأحد أن یبدی مخالفته لذلک ؛ أولئک الذین یعتقدون بحریة الفکر والتعبیر یقیمون الدنیا ولا یقعدونها لو استدعی کاتب ما فی دولتنا الى المحکمة , بید أنهم لا یقیمون وزناً لحریة الفکر والتعبیر بشأن هذه القضیة وحصول تحریف تاریخی فیها .
وشدد سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی على ضرورة التعرف على الثقافة الغربیة قائلاً : ما أجمل أن یطلع المفتونون بالغرب على ما یقوله الغرب ؛ یجب ألا یستسلم المفکرون فی الدول الاسلامیة والغربیة الى هذه الضوضاء , وعلیهم أن یعقدوا مؤتمراً لدراسة هذه الحادثة التاریخیة ؛ لیتأکدوا من صحتها ویکسروا قیود الرقابة المفروضة , یجب أن یبحثوا تاریخ تشکیل دولة إسرائیل ؛ لتتضح کیفیة مجیء الصهاینة الى فلسطین واحتلالها .
وعدّ سماحته موضوع محرقة الیهود تمییزاً مقیتاً فی العالم وقال : کیف تسمح المؤسسات المدافعة عن حقوق الانسان لنفسها بالسکوت حیال جرائم القتل الجماعی المرتکبة بحق المسلمین , وفی الوقت نفسه لا تسمح بالتحقیق فی المجازر المزعومة المرتکبة بحقها , بل تعتبر ذلک جریمة ؟