أشار آیة الله العظمى مکارم الشیرازی لدى شروعه درس الفقه الخارج الى آداب المعاشرة الاسلامیة قائلاً : یقول الامام المعصوم (علیه السلام) : "حب الناس نصف العقل " العقل یحتم ألا یبقى الانسان وحیداً فی الحیاة , وأن یستفید من معونة الناس له فی مواجهة الأعداء .
وفی معرض إشارته الى دعایات الأعداء المغرضة الذین یصورون الاسلام على أنه دین العنف قال سماحته :
إن الذین یعتبرون الاسلام دین العنف هم فی الحقیقة یظلمونه ویتجنون علیه .
هذا فی الوقت الذی تناول الاسلام أدق الأمور الأخلاقیة ویولی الآداب والتقالید الحسنة أهمیة قصوى , الاسلام دین المحبة والصفاء ویحمل رسالة السلام والمحبة للعالم بأسره ؛ لا نعادی أحداً ما لم یعادینا , ولا ننتفض بوجه أحد ما لم یتعدى على حدودنا .
وأخذ سماحته المبادئ الأخلاقیة للاسلام بنظر الاعتبار قائلاً : نتأقلم مع الجمیع ونحببهم ونحترم الآخرین , لکن یجب أن یکون ذلک مطابقاً للاعتدال , فاذا خرج عن حدّ الاعتدال أعطى نتائج عکسیة .
وأکد سماحته قائلاً : إن المحبة أکثر من الحدّ اللازم والتملق یعدان خروجاً عن حدّ الاعتدال ؛ فان المتملقین أشخاص خطرون , لا سیما عندما یحیطون بأصحاب السلطة , وهذا ما یحصل دائماً ؛ المتملقون یصورون لهم الأخطاء على أنها انتصارات ولا یدعونهم یطلعون على واقع المجتمع , لقد جربنا ذلک مراراً فعندما یحیط هؤلاء المتملقون بذوی القدرة والسلطة من علماء الدین والسیاسیین وغیرهم یسببون إظلالهم وإغواءهم .
وقال آیة الله مکارم الشیرازی : المتملقون أفراد کذابون ومتطرفون , وهذا یشبه الى حدّ بعید المدح المبالغ فیه لبعض الشعراء فی العصور السالفة ؛ إن هذا التملق أمر خطیر جداً , یجب أن تکون المحبة ضمن حدود الاعتدال .