ینبغی أن یدرس نهج العلامة شرف الدین فی الحوزات العلمیة

ینبغی أن یدرس نهج العلامة شرف الدین فی الحوزات العلمیة


اعتبر آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی افتتاحیة مؤتمر العلامة شرف الدین یوم الاثنین فی قم، اعتبر تضامن الشعب اللبنانی الذی تبلور حدیثاً ناتجاً عن أتعاب العلامة شرف الدین و أمثاله و أکد قائلا:‌

ینبغی أن یدرس نهجه فی الحوزات العلمیة و یصبح برنامجاً دراسیاً.

وقال سماحته فی هذا المؤتمر: من خدمات الاسلام المهمة لعالم البشریة إحداث طفرات علمیة و أمواج من المعرفة التی حدثت فی ضوء التعالیم القرآنیة للناس، یحث المصحف الشریف على العلم و المعرفة فی کل مکان منه، و سجدة آدم فی الحقیقة سجدة للعلم و المعرفة.

و تابع سماحته مشیراً الى اهتمام الاسلام بالعلم قائلا:

لا تتلخص دعوة الاسلام للتعلم بالعلوم الاسلامیة و الدینیة، بل تشمل جمیع فروع العلوم الریاضیة و الطبیعیة أیضاً، و یحظى طلاب العلم باحترام و تقدیر الاسلام.

و ذکر سماحته أنّ الموقف الوحید للقرآن و الاسلام و النبی(صلى الله علیه وآله) هو الفکر و أضاف:

أدت التعبیرات القرآنیة الى حدوث موجة من العلوم فی المجتمع الاسلامی ووصلت الى مختلف أرجاء العالم، حتى إنّ أمماً تفتقر الى أدنى مقومات القراءة و الکتابة تبوأت موقعاً متقدماً فی مختلف العلوم فی ظل القرآن الکریم، مما حدا بأعداء الاسلام و المتعصبین الى الاشارة الى ذلک فی کتبهم التاریخیة.

و طالب هذا المرجع بتدوین تاریخ العلوم الاسلامیة لاسیما العلوم الطبیعیة و الریاضیة و قال: لاینبغی أن یتصور الشباب الجامعیون أنّ العلم و فد الى الدول الاسلامیة من أوربا، بل على العکس من ذلک انتقلب العلوم من الدول الاسلامیة الى الغرب و أوربا; إنّ فزع و رعب الشرق من علم و تکنولوجیا الغرب یفضی الى رعبه من ثقافته و خشیته من الناحیة السیاسیة أیضاً; اذا رغبنا بعدم الوجل من سیاسة و ثقافة الغرب فیجب أن نزیل الرعب العلمی أولا، و أحد أسالیب ذلک التأکید على عراقة و أسبقیة العلوم النیرة للمسلمین و السعی لجمعها من کتب الغربیین أنفسهم، فمن حسن الحظ لدیهم اعترافات کثیرة فی هذا الصدد.

قسم سماحته العلماء المثقفین بالثقافة الاسلامیة الى طائفتین، الطائفة الأولى صانعة للتغییرات و الثانیة مواصلة لطریق الطائفة الأولى و أردف قائلا: عدد من قام بالتغییر لیس بالکثیر بید أنّ عملهم على درجة عالیة من الأهمیة، و کان هؤلاء یتسمون بأربع میزات، المیزة الأولى امتلاکهم علماً غزیراً و ابداعاً علمیاً و ذکاءاً خارقاً; الثانیة معرفتهم بالزمان و اغتنامهم للفرصة، أی کانوا مطلعین على عصرهم و زمانهم و عرفوا مقتضیات العصر، و دخلوا المیدان بکامل و عیهم; و الثالثة شجاعتهم فمن الممکن أن یکون الشخص مبدعاً و عالماً، لکنّه لایجرؤ على ایجاد التغییر; و الرابعة تقتهم العالیة بأنفسهم، حیث یطلق على ذلک فى ثقافتنا الثقة بالله.

و شدد سماحته على أنّ هؤلاء الأفراد استطاعوا إیجاد قفزة فی العلوم فى ظل هذه المیزات، فتارة أجدوا تحولا فی حق الحکومة الاسلامیة نظیر الامام الخمینى(قدس سره)، و تارة فی میدان الشؤون الاجتماعیة و فیما یتعلق بالحدیث و ما شاکل ذلک، و المرحوم العلامة شرف الدین واحد ممن یمکن وصفه بالموجد للتغییر حقاً.

و عدّ سماحته نضال العلامة شرف الدین ضد الاستعمار الفرنسی فی لبنان ثم إحراق بیته على أیدی الفرنسیین أنفسهم دلیلا على شجاعة هذا العالم و أضاف: رحل العلامة شرف الدین بعد عمر ناهز 88 عاماً و خلف وراءه عشرات الکتب و مئات المقالات، و قد تمیزت جمیع کتبه بمعرفة العصر، أی کان یحدد آلام المجتمعات الاسلامیة بدقة ثم یقدم له العلاج الأنجع.

و قال سماحته آخذاً نتاجات العلامة شرف الدین بعین الاعتبار: یقول العلامة: اجتهد بعض الأفراد فی صدر الاسلام فی مائة مورد مقابل النص القرآنی و روایات النبی(صلى الله علیه وآله) و وضعوا النص جانباً، و قد سلط الضوء على العدید من المباحث فی تلک الموارد المذکورة; کان الأسلوب الذی یتبعه العلامة فی کتبه رائعاً جداً الى درجة تأثر کل من طالع کتبه بذاک الأسلوب البدیع، إنّ عالمنا الاسلامی بحاجة ماسد الى هذا الأسلوب.

و استطراد سماحته قائلا: أنا أعتقد أنّ التضامن الذی حصل فی لبنان مؤخراً فی أعقاب الدعوة التی وجهها حزب الله لباقی الفئات، و الاستعراض الذی أحرج المستعمرین وقصم ظهورهم کان من برکات أفکار العلامة شرف الدین و أمثاله.

ینبغی علینا اتباع هذا النهج; إن غضضنا النظر عن الفئة السلفیة المتعصبة و الوهابیة الضالة فإنّ المسلمین یسیرون بهذا الاتجاه; یجب أن نقف بقوة حیال الأعداء الأقویاء لنتمکن من إحیاء هذا المذهب; لایجب أن یصطف المسلمون الیوم أمام بعضهم البعض، بل یجب أن یتکاتف الجمیع فی یوم ارتفعت رایة الاسلام فی العراق على ید المرجعیة و فی لبنان على ید حزب الله و فی ایران کذلک; ینبغی أن یدرس نهج العلامة بصفته برنامج دراسی فی الحوزات العلمیة.

الوسوم :
captcha