خطاب سماحته فی مهرجان العاشورائیین

خطاب سماحته فی مهرجان العاشورائیین


قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی مخاطباً الشعراء ورثاة أهل البیت و مسؤولی الهیئات الدینیة فی محافظة قم فی مهرجان العاشورائیین: جماعة رافقت الامام فی ثورته بهدف الوصول الى السلطة، لکنّ المقاومة الامام أرغمتهم على الفرار.‌

و ضمن تعرض سماحته فی هذا المهرجان الى حدیث «حسین منی و أنا من حسین» قال: شکل المنافقون عصابة قویة فی زمن النبی الکریم(صلى الله علیه وآله)، لکنّهم لم یجرؤوا على کشف النقاب عن نوایاهم الخبیثة بسبب قوة و اقتدار النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، بید أنّ قدراتهم ازدادت بعد رحلته، وقام عدد من المغفلین بتعبید الطریق لهم من خلال مبایعة معاویة بن أبی سفیان للخلافة.

و ضمن تأکیده على أنّ المنافقین موجودون فی کل زمان أضاف سماحته: قامت مجموعة بمواکبة الثورة بهدف الأخذ بزمام الأمور فی البلاد، لکنّ اقتدار الامام وقف سداً بوجوهم فانهزموا الى خارج البلاد.

و أشار سماحته الى ثورة الامام الحسین(علیه السلام) و تغییرها المسار التاریخ الاسلامی فقال: نحن مدینون لکربلاء و عاشوراء، تعتبر عاشوراء مفخرة للتاریخ و مدرسة تربویة و حافظة للاسلام برمته لامذهب التشیع فحسب. کان لعاشوراء دور حاسم و مصیری فی التاریخ الاسلامی. لقد اجتازت عاشوراء أطر الاسلام فیتعلم غیر المسلمین دروساً منها. اتخذت هذه الحادثة العظیمة طابعاً یفوق حدود الاسلام و المسلمین.

و أردف سماحته قائلا: تمثل عاشوراء ثروة عظیمة و ثمینة من مقتنیاتنا، یجب أن ندرک مکانة عاشوراء، و نحافظ على هذه النعمة الجلیلة.

و ضمن إشارته الى الدور الذی یضطلع به الراثی لأهل البیت(علیهم السلام) قال سماحته: کان للراثین دور مهم على مرّ التاریخ. یثیر الرثاء العواطف و المشاعر و ینقل أهداف الثورة الحسینیة الى قلوب محبیه لاسیما الشباب منهم بکل سلاسة.

و مضى قائلا: لقد غیر الامام الحسین(علیه السلام) مسار التاریخ الاسلامی، و أنقذ الاسلام من مخالب فئة کانت تروم إعادة البشر الى العصر الجاهلی، و علم کافة المسلمین درساً یمکنهم الاستفادة منه حتى ظهور الامام صاحب الزمان (عج). أنقذ الامام الحسین(علیه السلام) الاسلام و خلف و راءه درساً خالداً أیضاً. و العامل الذی سارع بخطى الثورة هو الدرس العاشورائی.

و تابع سماحته قائلا: یجب إماطة اللثام و تسلیط الأضواء على الوجوه الحقیقیة لحثالة أبی سفیان، یجب أن نبین أنّ الاسلام لیس لعبة سیاسیة، بید أنّ آل أمیة إتکأوا على مسند الخلافة انطلاقاً من مبدأ أنّ الاسلام لعبة سیاسیة. ولدى توصیفه آفات هیئات مآتم العزاء ذکر سماحته أربع عشرة آفة و قال: احفظوا منزلة الامام الحسین(علیه السلام) فی أشعارکم، ولاتلقوا الکلام على عواهنه. لایجب أن تذکروا مواضیع یشم منها رائحة الغلو. ففی هذا الخصوص من الضروری أن یقوم ذوو الخبرة و الأسبقیة بارشاد الراثین من الجیل الصاعد.

و مضى سماحته قائلا: الرثاء بالاشعار عبارة عن مزیج من العلم و الفن. لذا من اللازم تأسیس مراکز تعلیمیة لأفادة الشباب منها. لاینبغی إرائة الضوء الأخضر للاذناب فی مجالس الوعظ و الرثاء، فقد ضحى الامام الحسین(علیه السلام) من أجل المذهب و العقیدة، فیجب ترسیخ دعائم هذا المذهب.

و ضمن إشارته الى أهمیة الصلاة و ضرورة أدائها فی أول وقتها قال: یجب أن یراعی الوعاظ و الخطباء و الرثاة أوقات الصلاة، و یوقفوا برامجهم أثناء حلولها، و علیهم أن یحذروا ألا یکونوا ألعوبة للسیاسات الغامضة.

و أضاف سماحته: إهتموا فی مجالس العزاء بتقویة النظام و القیادة و المراجع لاحظتم أنّ المرجعیة أنقذت العراق; کذلک تجب المحافظة على إحیاء ذکر الامام صاحب الزمان (عج) فی کافة المجالس و المآتم.

و طالب سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی الوعاظ و الراثین بالتخلق بأخلاق الامام الحسین(علیه السلام) و قال: ستفقد مجالسنا قیمتها إن لم یتحقق ذلک.

 

 

الوسوم :
captcha