ذلک الإسلام هو الذی یدعو للجهاد والشهادة فی سبیل حفظ کرامة الإنسان وعزته ورفعته ویمنع اتباعه من الاستسلام والخضوع لزخارف الدنیا.
شکّل الإسلام عقبتهم فی جنوب لبنان، وکذلک فی فلسطین المحتلة حیث تبلور بنحو (الانتفاضة)، کما کان ولا یزال واقفاً أمام أطماعهم فی إیران الإسلامیة.
لأجل ذلک وظّفوا جمیع قواهم لإزالة هذا المانع من أمامهم عن طریق تضعیف الأسس العقائدیة للشباب وترویج وسائل الفساد واللهو والتسلیة السقیمة.
وفی ظل ظروفٍ من هذا القبیل حیث الإسلام أصبح أهم درع دفاعی لنا وأکبر مانع أمام الأعداء، إذا خطى أحد ولو خطوة باتجاه تضعیف عقائد الناس الدینیة وبخاصة الشباب منهم فانه سیورد ضربة ثقیلة على استقلال البلاد وعزّته ومصالحه.
ومن جانب آخر، الظروف الحالیة حساسة جداً، والمنطقة حُبلى بحوادث مستحدثة، والعدو یفکّر بالنفوذ داخل حدودنا، وقد قرّر الاستکبار الذی جعل القرارات والمواثیق الدولیة تحت أقدامه ضرب کل مکان شاء تحت ذریعة مواجهة الإرهاب رغم أنّه مصدر الإرهاب وحامٍ له. وفی هذه الظروف یُعد کلّ ما یسبب توتراً جدیداً أو یخلّ بالانسجام والوحدة الوطنیة أمراً مخالفاً للعقل والشرع.
أرجو من الأحزاب والتجمعات السیاسیة فی هذه الظروف الحساسة أن یلتزموا الحنکة والعقل ویسکتوا عن مطالباتهم وانتقاداتهم کلّ تجاه الآخر، لکی یحکّموا الهدوء الکامل، ولکی تتوفّر الأرضیة اللازمة للمتصدّین ورجال الدولة لحل مشاکل الناس من جهة وللحفاظ على الحدود ومراقبة مؤامرات الأعداء وإفشالها. ویقیناً سنکون فی أمان وتحت ظلٍّ من الالطاف الالهیة إذا ما کنا یقظین وعملنا بوظائفنا الدینیة والوطنیة.
(وَإنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا یَضُرُّکُم کَیْدَهُمْ شَیْئاً).
18/ 6/ 1381هـ.ش