بسم الله الرحمن الرحيم
في أعقاب الحربين العالميتين الأولى والثانية، والتدمير الواسع الذي لحق بالعالم الغربي ومقتل عشرات الملايين وجرح عشرات ملايين آخرين، سعى الغربيون إلى تأسيس منظمات دولية للحيلولة دون تكرار هذه الجنايات الهمجية، حيث تم اتخاذ قرار يقضي بعدم السماح لاندلاع أي حرب من دون قرار من تلك المنظمات الدولية، وإن كانوا قد سعوا إلى أخذ هذه المؤسسة رهينة لرغباتهم من خلال منح أنفسهم حق النقض(الفيتو) وامتيازات أخرى ملتوية مماثلة له.
والملفت هو أن هذه الدول المتغطرسة وصل بها المطاف إلى الحدّ الذي لا تعترف بتلك المنظمات وتتصرف بمعزل عنها وتحشّد الجيوش من أقصى الأرض لتزعزع أمن واستقرار بلد آخر لا يسير باتجاه تحقيق مصالحهم غير المشروعة؛ وبعبارة أخرى العودة إلى شريعة الغاب! ونرى تارة أخرى يقولون أن مجلس النواب أو مجلس الشيوخ ينبغي أن يصادق على قرار شن الحرب؛ لسائل أن يسأل: من الذي منح مؤسساتكم التشريعية حق المصادقة على غزو البلدان الأخرى لذرائع واهية؟ يا ترى من أعطاكم هذا الحق؟ يدّعون أن الدولة السورية استعملت الأسلحة الكيمياوية ضد شعبها ويجب أن تعاقب؛ ولو سلّمنا جدلاً أنه تم استعمال السلاح الكيمياوي، فينبغي على المفتشين الدوليين أن يتحققوا من هذه المزاعم ثم في حال ثبوت ذلك فالأمر يحال إلى المحاكم الدولية وينال المجرمون عقابهم؛ أنتم الشهود وأنتم القضاة وأنتم تنفذون الأحكام، أي قانون يسمح بذلك؟ حقاً إنه لأمر غريب!
وفيما سبق كنا نرى دولتين أو ثلاث دول أوربية تتحالف مع أمريكا لتهديد أمن الدول الأخرى وكانوا آنذاك يدّعون وجود اجماع عالمي على قراراتهم، ولكن في الوقت الراهن فإن أمريكا تريد أن تتخذ القرارات لوحدها نيابة عن الدول الأخرى، وذلك لذرائع واهية؛ نحن نعتقد أن هذه التصرفات هي أكبر فضائح يشهدها العصر الراهن.
لماذا المنظمات الدولية لا تدين هذه التصرفات؟ لماذا لا يقدّمون هذه الدولة المتغطرسة إلى العدالة؟ نعم إنهم يخشونها أو لهم مصلحة في ذلك؛ إن تهديد وارعاب الدول الأخرى فضلاً عن التدخل العسكري فيها جريمة؛ يجب تقديم الرئيس الأمريكي إلى العدالة.
والأخزى من هذه الدول المتغطرسة هو بعض الدول العربية أو الإسلامية في الظاهر التي أصبحت كدمية بيد هذه الدول وتساعدهم على تدمير البلدان الإسلامية؛ إن هذه الدول لو كانت تؤمن بالله حقاً كيف ستواجه الله؟
ألم يجب على علماء المسلمين أن تستنكر بصوت عالٍ الأعمال الاجرامية التي تقوم بها هذه الدول المتغطرسة وعملائها، وتدعوا الأمة الإسلامية إلى ثورة عارمة ضدّهم. نحن نعتقد أن يد الله ستنتصر للعدالة في نهاية المطاف وستنتقم من الظلمة الدمويين الذين لا يركنون إلى المنطق. (إِنَّ رَبَّکَ لَبِالْمِرْصَادِ).
1392/06/19