بسم الله الرحمن الرحیم
إنا لله وإنا إليه راجعون..
لقد كشفت لنا تلك الأيادي الآثمة التي ارتكبت مجزرة فجيعة في الكويت ، و أدت إلى قتل و جرح الكثير من الإخوة و الأخوات هناك ، أن تلك المجموعات الوحشیة و التكفيرية البريئة من الإسلام و البشرية جمعاء لا تعرف حدا لجرائمها قط . حادثة قل نظيرها ، قتل أنفس بريئة في حال الصلاة ، في شهر رمضان المبارك ، في بيت الله عز وجل ، و في يوم الجمعة ، بينهم نساء و أطفال هو غاية في الوحشية و انعدام الرحمة في قلوبهم .
إننا و ضمن إدانتنا الشديدة لهذه الجريمة النكراء التي لم يسبق لها مثيل نود أن نحذر الناجين من هذا الإعتداء على الخصوص ، و البقية من الإخوة الشيعة و السنة على العموم، و كذلك الفئة الأخرى من غير المسلمين في جميع أنحاء العالم ، أن لا يسكتوا أمام هذه الحوادث الشنيعة ، و ليعلموا أن هؤلاء المجرمين لن يفوتوا أي فرصة تتاح لهم لارتكاب جرائمهم و لن يستثنوا من الناس أحدا حتى أولئك الذين يصفقون لهم اليوم ، و نؤكد لهم أن النار ستصل إلى ذقونهم عما قريب .
لا شك و لا ريب أن لو تكاتف المسلمون فيما بينهم ، و وضعوا يدا بيد ، فلن يصعب عليهم اقتلاع جذورهم ، و خير البر عاجله .
نحن نؤمن أن شهداء هذه الحادثة الأليمة محشورون مع شهداء الإسلام في عهد النبوة و شهداء كربلاء ، و كذا الجرحى منهم سينالهم نفس أجر جرحاهم.
نطالب دولة الكويت المحترمة أن تتابع هذه المسألة بجد ، و تقتفي أثرهم لتقتلع جذورهم في الكويت و تجازي الفاعلين أشد الجزاء .
و إننا إذ نشاطر جميع العوائل المفجوعة الحزن و الأسى ، نسأل الله العلي القدير أن يقصم ظهور المجرمين على أيدي الأيقاظ و الواعين من المسلمين بسيف عدالته الذي لا يحيف .
و إن نصر الله قريب ...
10 رمضان 1436