أصدر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي (مد ظلّه) بيانًا حول الجرائم والانتهاكات الأخيرة التي ارتكبتها الجماعات التكفيرية في باكستان، وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
لقد أثارت الجرائم الأخيرة التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في باكستان من قتل ممنهج بحقّ أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بالغ ألمنا وحزننا.
فعلى الرغم من مضيّ عدة عقود على مثل هذه الأحداث إلا أنّ الحكومة الباكستانية وسلطاتها القضائية والعسكرية والأمنية لم تتمكن ـ للأسف ـ من معالجة هذه الأزمة الكبيرة إلى الآن، وتصلنا بين الحين والآخر أخبار مؤلمة عن وقوع هجمات ارهابية في هذا البلد.
وتعدّ الجريمة الأخيرة في منطقة "بولان" بمحافظة بلوشستان، والتي راح ضحيتها 11 شهيدًا منجميًا من قومية الهزارة، حلقة ضمن هذه السلسلة من الهجمات الجبانة. إن هذه الجريمة ملئت قلوب جميع أتباع القرآن وعشّاق النبي الأكرم وآله (صلوات الله وسلامه عليهم) حزنًا وغضبًا.
وبمناسبة هذا الحدث الجلل، أتقدم بالعزاء لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) وذوي الشهداء، وأدين بشدّة هذا الحدث المؤلم، وأطالب المسؤولين الباكستانيين على الصعيدين الاتحادي والاقاليم بانهاء هذه الجرائم.
كما أنّ احترام جثامين الشهداء أمر واجب، ويجب دفنها شرعًا في أقرب فرصة ممكنة، وهو الأمر الذي شدد عليه العلماء الأعلام في باكستان أيضًا، لذا أرجو من ذوي الشهداء الأعزاء المباشرة سريعًا في دفن جثامين أحبائهم.
نعم، إن دفن جثامين هؤلاء الشهداء المظلومين، لا يعني ـ البتة ـ توقف الحراك الداعي إلى المطالبة بحقوق الشيعة الحقّة، وأن شعب باكستان سيستمر عبر الطرق القانونية والسلمية لادامة زخم الاحتجاج والمطالبة بالحقوق.
في الختام، أسأل الله تعالى علوّ الدرجات لأرواح هؤلاء الشهداء الأعزاء، والصبر الجميل والأجر الجزيل لذويهم.
إن شاء الله ستستأصل غدة الارهاب السرطانية في القريب العاجل من البلاد الإسلامية.
وَمَنْ أظلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أعرَضَ عَنهَا إنَّا مِنَ المُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُون (سورة السجدة: 22)
ناصر مکارم الشيرازي
8 كانون الثاني 2021