رسالة سماحة ایة الله العظمى مکارم الشیرازی الى علماء وشیوخ الدین فی الامة الاسلامیة

رسالة سماحة ایة الله العظمى مکارم الشیرازی الى علماء وشیوخ الدین فی الامة الاسلامیة


هل وظیفة العلماء ورجال الدین الصمت حیال ما یجری من قتل وجرائم فی حق المسلمین  أم أن واجبهم الدینی والأنسانی یوجب علیهم اصدار الفتاوی الصریحة والواضحة لادانة واستنکار هذه الجرائم وتحریمها‌

بسم الله الرحمن الرحیم
اسئل الله ان یتقبل من کبار علماء الدین والمراجع اعمالهم وعباداتهم
فانتم على علم بما یجری فی العالم الیوم وأن ما یحدث من قتل للابریاء والنساء والاطفال على ید اخوانهم المسلمین هو وصمة عار فی جبین التأریخ الحدیث لا سیما ونحن نعیش الیوم اجواء شهر رمضان المبارک شهر الرحمة والغفران شهر الضیافة الالهیة فبدأً ً من العراق حیث سقط فی یوم واحد ما یقارب الثلاثمائة شخص بین شهید وجریح نتیجة الانفجارات والعملیات الارهابیة ناهیک عن ضحایا بقیة الایام وصولا الى باکستان وافغانستان والبحرین وأکثر هذه العملیات وحشیة ً وقساوة ًما یجری حالیا فی سوریا من قبل المأجورین والمدفوعین من اسرائیل و(السی آی أی )وبعض العملاء من حکام المنطقة الذین یدعمون ما یسمى بالجیش الحر السوری الذی اسرف فی قتل اخوانه السوریین بشکل مثیر للأستغراب ولا زال المسلمون من أصحاب المذاهب المختلفة یشهدون فی کل یوم المزید من الاجساد المقطعة لإخوانهم على ایدی بعض الجماعات الاسلامیة وهذا ما یفرح الغرب وأمریکا وأعداء الاسلام.
فکلنا یعلم أن الاسلام هو دین الرحمة والمودة وکتابنا المنزل هو القران والذی یدعونا  الى الوحدة والاخوة والتکاتف خصوصا فی شهر رمضان المبارک.
إن ما ترتکبه هذه المجامیع الضالة من جرائم بإسم الاسلام والمسلمین انما هی ادات تستخدم لتشویه التعالیم الاسلامیة الحقیقیة أمام العالم.
والسوال المطروح على علمائنا وکبار رجال الدین لماذا هذا الصمت وغض الطرف عن هذه المجازر التی لم یرتکب مثلها على مر التاریخ  لماذا لا ترتفع اصواتکم بالاستنکار والتندید واصدار الفتاوی لتحریم قتل المسلم لاخیه المسلم فی العراق وسوریا وافغانستان فکلنا یعلم أن من یقف خلف هذه الجرائم هی الصهیونیة العالمیة والدول الغربیة وعلى رأسها أمریکا.
فهل وظیفة العلماء ورجال الدین الصمت حیال ما یجری من قتل وجرائم  أم أن واجبهم الدینی والأنسانی یوجب علیهم اصدار الفتاوی الصریحة والواضحة لادانة واستنکار هذه الجرائم وتحریمها لانها تصب فی خدمة اسرائیل والغرب فعلیکم التحرک ومنع ما یجری فی الدول الاسلامیة.
فقد حدثنا القران عن الفساد فی الامم السابقة وحذر العلماء من التزام الصمت والاکتفاء بمتابعة ما یجری من فساد فی الامة حیث تقول الایة الشریفة (لولا ینهاهم الربنیون والأحبار عن قولهم الإثم وأکلهم السحت لبئس ما کانوا یصنعون ) المائدة آیة 63.
الم یذکر فی الکتب التأریخیة والمصادر الاسلامیة (اذا ظهرت البدع فعلى العالِم ْأن یظهر علمه وإلا فعلیه لعنة الله ) فأیّ بدعة اکبر من التفجیر الانتحاری فهل جاء فی الایات أو الاحادیث أو الروایات عن السلف الصالح ان یفجر الانسان نفسه منتحرا وسط الابریاء والمساجد والاسواق فهذا من أخطر البدع وأکثرها وحشیة.
أما صمتکم هذا أزاء هذه الجرائم فهو غیر مقبول فما هو عذرکم امام الله عز وجل فلنجتمع جمیعا ولیکن لنا موقفا واضحا ومحددا ً ضد هذه الجرائم البشعة لنؤدی وضیفتنا الشرعیة فی حفض الاسلام والمسلمین لیکونَّ لنا العذر امام الله وأفشال مخططات اعداء الاسلام الخبیثة.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته
1391/05/08

الوسوم :
captcha