أدلى سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی (دام ظله) ببیان لجموع حجاج بیت الله الحرام ومما جاء فیه: أبارک لکم حضورکم فی ذلک المکان المبارک والعظیم واتمنى لکم التوفیق والقبول والتقرب الى الله تعالى وجلب رضاه وأن تنهوا المناسک الروحانیة بالصحة الکاملة والراحة وتعودون الى البلاد بسلامة وأیدی مملوءة بالثمرات.
وأضاف سماحته: ان الله الرحمن الرحیم أنعم علیکم بنعمة کبیرة حیث وفقکم للتشرف الى بیت الله الحرام وتلبیة دعوة نبی الله أبراهیم (علیه السلام) من أعماق التاریخ والحضور على مائدة الرحمة الالهیة الواسعة عند المشاعر المقدسة وهذا فخر عظیم لا یناله الا مؤمن طیب القلب وطوبى لکم وحسن مآب.
ولفت سماحة آیة العظمى مکارم الشیرازی الحجاج الى مضمون الحدیث الشریف: " الا اِنَّ لِرَبِّکُم فى اَیّامِ دَهْرِکُمْ نَفَحات الا فَتَعرّضُوا لها" وقال: ان نسیم السعادة یهب نحوکم.. النسیم الذی لا یلامس کل الناس ولا یهب فی کل زمان ولذا فاغتنموا الفرصة السانحة وضعوا أنفسکم فی مسار مهب نسیم الرحمة الالهیة.
وأشار سماحته إلى بعض النقاط المهمة التی ینبغی للحاج أن یضعها نصب أعینه وقال: إسعوا الى أن تکون هذه الرحلة الروحانیة معنطفاً کبیراً فی حیاتکم وسبباً للتحول فی روحکم وحیاتکم وافکارکم واعمالکم.
وأوصى المرجع الدینی الکبیر الحجاج الى الاقبال على التوبة عند بیت الله الحرام وقبور الائمة المعصومین (علیهم السلام) طبقاً للحدیث الذی یقول ان التائب عن الذنب لا ذنب له کالطفل الرضیع واجتهدوا فی تعلم مسائل الحج وطهروا أموالکم.
وأشار سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی إلى بعض الحوادث التی تعتری رحلة الحج والتی من الممکن ان یکون سبب بعضها الابتعاد عن الاحباء وقال: أشتروا الصعاب بأنفسکم واطمعوا بثواب الله تعالى وحسن جزاءه وأتمنى أن لا تواجهون أی مشکلة فی رحلتکم.
وشدد سماحته على أهمیة التحلی بالاخلاق الحسنة ومراعاة النظام والترتیب والنظافة والطهارة وحسن التعامل والتی تؤدی الى تعزیز مکانة المجتمع الاسلامی والمذهب الشیعی فی کل انحاء العالم وأضاف: أحرصوا على تحقیق الوحدة مع جموع المسلمین وشارکوا فی صلوات الجماعة فی مسجد الله الحرام ومسجد النبی وأعرضوا عن اقوال المغرضین التافهة والعبثیة التی تسعى لبث الفرقة بین المسلمین.
وأوصى المرجع الدینی الکبیر فی ختام بیانه الحجاج الى الاهتمام برفاقهم وأصدقائهم سیما العجزة والمرضى والضعفاء وعدم اهمالهم فان ذلک من باب شکر نعمة الصحة والسلامة وقال: لا تنسوا أصدقائکم وأقربائکم ولا سیما من تکون أیدیهم مقطوعة عن الدنیا عن الدعاء وأنا بشخصی أدعوا لکم من صمیم القلب وأطلب منکم أن لا تنسونی من الدعاء.