وتابع سماحته: ثمة طائفتان الیوم تحاولان إلصاق تهمة الارهاب بالدین الاسلامی الحنیف:
أحدهما الفرقة الوهابیة المتعصبة التی لا تعدو عن کونها أقلیة بین الطواف الاسلامیة، ونحن نعتبرها أجنبیة عن التعالیم الاسلامیة القیمة، ونقطع بأنهم لم یفهموا الاسلام کما ینبغی، ویسلکون جادة الانحراف.
والثانیة الساسة الذی یسعون لإبعاد العالم عن الاسلام وتصویره بالدین الارهابی خدمة لمصالحهم السیاسیة. وتکلیفنا تجاه تلک الأعمال هو أن نثبت عملیاً أن الدین الاسلامی دین السلام والمحبة والمودة والتعایش السلمی مع کافة الأدیان الأخرى، وأن الطائفتین المذکورتین لا تمتان الى الاسلام بصلة.
وأضاف سماحته: کثیر من مقلدینا فی الخارج یستفتون منا حول جواز انتهاک قوانین الدول التی یعیشون فیها وعدم تطبیقها فیما لو کان الأمر یصبّ فی مصلحتهم. فنجیبهم بضرورة عدم مخالفة تلک القوانین لئلا یتسببوا بتشویه صورة الاسلام الناصعة.
نحن نؤمن بعدم وجود تناقض بین احترام قوانین تلک الدول التی یعیش فیها المسلمون وبین الاعتقاد بالاسلام.
ولفت سماحته الى الجهود الکبیرة التی تبذلها وسائل الاعلام الغربیة لتشویه صورة المسلمین بشکل عام وایران بشکل خاص، وقال: لا شک أن ما تصوره الصحف ووسائل الاعلام الغربیة عن ایران والاسلام یختلف فی الواقع عن الصورة الحقیقیة لهما. ولطالما قلنا للصحفیین والسیاسیین الذین یقابلوننا: هناک ایران واقعیة کما ترونها بأم أعینکم وایران أخرى یرسمها الغرب فی وسائل اعلامه. ولا نتصور أن التناقض فی المواقف یخدم أولئک.
نحن نتطلع الى عالم خال من کل هذا التناقض، یعیش فیه کافة الناس بما لدیهم من اختلاف فی الجنسیة والعرق والمذهب بکل وئام وسلام، ولأجل بلوغ هذا الهدف ینبغی القیام بأمور ثلاث:
الأول وجوب معرفة الاسلام معرفة حقیقیة؛ والثانی لزوم العمل بمبادیء الاسلام وتطبیقها فی مناحی الحیاة؛ والثالث العمل على نشر الاسلام والدعوة له فی عموم أرجاء العالم، لکی نُری العالم حقیقة الاسلام عن طریق العمل.
وتابع سماحته: هناک ثلة قلیلة فی العالم تسعى للاصطیاد فی الماء العکر وتحاول الانتفاع من الاختلاف بین الشعوب والأمم؛ فتعمد الى إثارة الفتن والخلافات وإشعال فتیل الحرب، ومنهم المتطرفون الارهابیون، حیث یقع على عاتقنا تشخیص هؤلاء وبذل قصارى الجهود لاستئصالهم.
وفی الختام قال سماحته: یجب توسیع رقعة التعاون بین المسلمین فی العالم وبین الحوزات العلمیة، کما ینبغی تکثیف اللقاءات بین المسلمین لتعمیق الروابط فیما بینهم؛ إذ تشیر التجارب الى أن هذه الزیارات المتبادلة ذات أثر إیجابی کبیر فی تأصیل روح الأخوة.
الى ذلک شرح الوفد الممثل للمسلمین فی بریطانیا لسماحته طبیعة واقع المسلمین هناک وأسلوب تعاطیهم مع باقی الأدیان، مطالبین بتعزیز التعاون بینهم وبین المسلمین فی باقی أنحاء العالم.