وقال سماحته : إن هذا النشاط الفاعل یتطلب إعلاماً قویاً لیعی الشعب مایدور فی کوالیس الجامعة ویخرس لسان المعارضین .
ولفت سماحته الى أن الاسلام دین العلم وأضاف : إن للعلم تاریخاً عریقاً فی الاسلام ؛ فکانت أول جملة نزلت على النبی الکریم (ص) تدور حول العلم ، ولهذا السبب استطاع الاسلام فی العصر الجاهلی وخلال أمد قصیر نسبیاً إعداد فریق متکامل من المسلمین الواقعیین حتى بلغوا مراقی الکمال .
وفی معرض إشارته الى السابقة التاریخیة للعلم فی الاسلام قال سماحته : بات من الضروری تدوین تاریخ العلوم الاسلامیة ؛ ذلک أن الغرب الیوم یحاول التلاعب بالحقائق التاریخیة وقلبها لصالحه لیصور للناس أن العلم من صنعه ؛ بینما نرى أن علماء الاسلام قد رکبوا سفینة العلم منذ الصدر الأول للاسلام کابن سینا والخواجة نصیر الدین الطوسی والفارابی والشیخ البهائی وأمثالهم .
وأضاف سماحته : ینبغی على وسائل الاعلام بمساعدة الحوزة والجامعة رسم الصورة الناصعة لرجالات الفکر الاسلامی وصنّاع العلوم کجابر بن حیان وصدر المتألهین ونظرائهم .
وأثنى سماحته على التقدم العلمی الهائل الذی تشهده البلاد وقال : إن التقدم العلمی للبلاد مدعاة للعزة والافتخار للنظام والثورة والعالم الاسلامی برمته ؛ لأن التقدم العلمی یقترن بالتقدم الاجتماعی والسیاسی والتاریخی ، ونحن نفخر بهذا التقدم والتطور العظیم .
الى ذلک تطرق سماحته الى الوحدة بین الحوزة والجامعة ، مبیناً أن طبیعة العلاقة الفعلیة بینهما قد اتخذت طابعاً مغایراً لما مضى وأضاف : أتذکر ما قبل انتصار الثورة الاسلامیة ، فرغم الجهود الحثیثة لم نستطع إلا إلقاء خطاب دینی واحد فی الجامعة ؛ بید أننا الیوم نشهد حضوراً باهراً من أساتذة الحوزة والجامعة فی کلا المؤسستین دون مواربة .
وتابع سماحته : لا غرو أن هذه العلاقة لم تبلغ ذروتها بعد ،بل لم تصل الى المستوى المطلوب ، فعلى الحوزة والجامعة أن یعملا على توثیق عرى الارتباط فیما بینهما .
وشدد سماحته على تعمیق أواصر الارتباط بین الحوزة والجامعة وقال : لا ینبغی أن تقتصر الوحدة بین الحوزة والجامعة على اقامة الملتقیات ؛ لأن الدولة إنما تدار بواسطة هاتین المؤسستین العلمیتین ، والتلاحم بینهما یؤول الى مزید من التلاحم والتکاتف بین أبناء الشعب .
وأضاف : یجب على الحوزة أن توحد خطابها مع الخطاب الجامعی لیتسنى عرض ما لدینا من علوم الى العالم بخطاب موحد . ونحن نعلم علم الیقین أن العدو یناهض هذا التلاحم والتوحد ویسعى لوضع العصی فی دوالیب حرکتهما وعرقلة مسیرتهما الوحدویة .
وفی جانب آخر من کلمته سلط سماحته الضوء على القضایا الثقافیة فی الجامعة فقال : أحرزت الجامعات فی البلاد تقدماً علمیاً ملحوظاً فی المجال العلمی والثقافی ؛ لکن یُتوقع من الطلاب الجامعیین ابداء مزید من الاهتمام بالقضایا الثقافیة ، ویُنتظر من المسؤولین والأساتذة التأکید على الشؤون الثقافیة والعقائدیة کالحجاب الاسلامی بالنسبة للطالبات .
کما انتقد سماحته ارتفاع الأجور التی تتقاضاها الجامعات من الطلاب لقاء تقدیم الخدمات الدراسیة ، مؤکداً أنها تبعث على عدم دخول البعض الى الجامعة رغم امتلاکه الکفاءة المطلوبة ، ومضیفاً : فی هذه الحالة لا یتمکن من مواصلة الدراسة سوى المیسورین والأثریاء فیما یحرم الفقراء والمعدمون من هذه النعمة .
وأخیراً شدد سماحته على امتعاض شریحة کبیرة من الشعب لعدم تمکن أبناءهم من دخول الجامعة نتیجة العوز وقال : على الجامعات أن تقلل من الاجراءات الروتینیة والأجور لتخفیف عبء الطلبة .