لدى استقباله مسؤولی وموظفی موقع بازتاب الألکترونی یوم الخمیس الماضی ،أشار سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی الى تقریر أداء هذا الموقع معتبراً أن هدف المسؤولین المبنی على الاعلام الشفاف والنقد الأصولی وفقاً للقیم الاسلامیة هدف نبیل ومقدس وأضاف : نعیش فی زمن یحتل فیه الاعلام المرتبة الأولى فی أغلب القضایا المطروحة ؛ فالقضایا السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة وغیرها تتطلب إعلاماً صحیحاً ولا یمکن بلوغ الأهداف الصحیحة إلا عن طریق التحالیل المنطقیة وإطلاع الناس على مختلف المواضیع .
وفی معرض إشارته الى أداء وسائل الاعلام الغربیة قال سماحته :مما یؤسف له أن للعمل الاعلامی سلبیات أیضاً ؛فما أن تخرج عن مسارها الصحیح حتى تتحول الى أدوات للهدم والتزییف ، وذلک نحو ما تقوم به وسائل الاعلام الغربیة تجاه اسرائیل اللقیطة ، فعلى الرغم من الصورة القبیحة للنظام الاسرائیلی تسعى وسائل إعلام الغرب الى التغطیة على الحقائق وقلبها وتصویر أعماله اللا مشروعة أعمالاً مشروعة . وعلى هذا الأساس تضخم القضایا التافهة وتقلل من أهمیة القضایا الهامة ، ولا تبدی التزامها بالمبادیء والأصول وتتسم بسرعة تغییر المواقف مما یجعلها تقع فی تناقضات مفضوحة .
وأضاف سماحته قائلاً :وانطلاقاً من ذلک لا یصلح الوضع الراهن للعالم ما لم یتم إصلاح وسائل الاعلام ، ومما لا شک فیه لیست لنا القدرة على إصلاحها ؛ لذا یقع على عواتقنا تأسیس وسائل إعلام سلیمة وصادقة لیتسنى لنا مواجهة المنحرفة منها .
ثم أشار سماحته الى ضرورة مراعاة وسائل الاعلام لثلاثة أصول قائلاً :الأصل الأول فی وسائل الاعلام هو الصدق ؛ بمعنى قول الحقیقة وعدم إظهار الملاک شیطاناً أو الشیطان ملاکاً . والأصل الثانی هو الدقة ؛فتارة یتوفر الصدق لکن عدم الدقة قد یسبب حصول أخطاء ،والخطأ غیر مقبول إلا بمقدار محدد . ولو أخطأ الانسان فینبغی أن یتحلى بشجاعة الاعتذار عن خطئه ؛ففی الأشهر المنصرمة لاحظنا أشخاصاً قد أخطأوا ثم أصروا على أخطائهم فکانت نتیجة عملهم الفشل الذریع ،ولا نحبذ إماطة اللثام عن أسمائهم ،وفی المقابل هناک من بادر الى الاعتذار ما أن انکشف له خطؤه فکان النصر حلیفه .
ثم نوه سماحته الى سرعة تقدیم الأخبار باعتباره الأصل الثالث من أصول الاعلام النزیه والحر قائلاً :إن سرعة تقدیم المعلومة أمر جذاب وبوسعه استقطاب المخاطبین حیث عمدت وسائل الاعلام الغربیة الى ذلک فی استقطاب أکبر عدد منهم ،لکنها تطرح مع کل خبر نزیه أربعین خبراً غیر نزیه ،ولا یمر یوم واحد لا تقدّم فیه تلک الوسائل الاعلامیة عدداً من الأکاذیب والافتراءات0 انطلاقاً من ذلک یجب علینا الارتقاء بمستوى سرعة إیصال المعلومة والاستفادة من هذه النقطة الجذابة ونکون السباقین فی تقدیم الأخبار المفیدة .
وفیما أکد سماحته على وجود فریقین مناهضین للاسلام أردف قائلاً :نحن نتعرض للضغط من الفریقین ؛أحدهما الغرب الذی یرى الاسلام فی مواجهةٍ مع مصالحه غیر المشروعة ، والفریق الآخر موجود داخل الدول الاسلامیة وأعتقد أنه یدار من قبل الأعداء بواسطة أو بغیر واسطة ، وهو یسعى دائماً الى تأجیج الفتن والاختلافات العرقیة والمذهبیة فی العالم الاسلامی .
وأعرب سماحته عن ارتیاحه من إدراک غالبیة المسلمین لضرورة الوحدة فیما بینهم وأضاف قائلاً :لا تعدو نسبة المحرضین على الفرقة ودعاة الاختلاف عن أقلیة تتراوح بین 10-20 % مما ینم عن جهلهم وعصبیتهم ،ویقع على عاتقکم إحباط مؤامراتهم بتحلیلکم الصحیح للوقائع والأحداث .
وشدد سماحته على ضرورة خلق جوّ من الثقة بالنفس لدى الشریحة الشابة لإحداث تحول فی العالم الاسلامی فقال :ربما یظن جلّ شبابنا بأن الغرب هو المنتج لمختلف العلوم ویجب علینا اتّباعه ،لکننا لو عدنا الى الماضی وألقینا نظرة على التاریخ لرأینا أن القرون الوسطى لأولئک هی عصر ازدهارالمسلمین باعتراف الغربیین أنفسهم .ورغم أنهم لم یفلحوا فی الاستیلاء على بیت المقدس فی حروبهم الصلیبیة إلا أنهم تعلموا الکثیر من المسلمین بفعل معاشرتهم إیاهم ؛لذا قلت للأصدقاء :یجب إعادة الثقة الى نفوس الجیل الشاب وبعث الأمل والحیویة فیهم من خلال نقل هذه الحقائق والتأکید على أن المسلمین هم أول من وضع العلوم .
وفی توصیة أخرى ،قال سماحته مشیراً الى حدیث عن مولى المتقین الامام علی (ع): لا یجب أن نتخذ موضعاً دفاعیاً فی مواجهة الأعداء ؛ لأننا إن جلسنا على أمل مجیء الأعداء الى بیوتنا سینتابنا الفشل والهزیمة 0بناء على هذا ،یجب علینا الهجوم على الفکر الغربی من خلال نقدهم بالأدبیات المنطقیة مستفیدین من الثغرات الموجودة ونقاط الضعف الکثیرة لدیهم .
یشار الى أن کلاً من السید الأمیری رئیس هیئة الأمناء ،الصادقی مدیر لجنة وضع السیاسة والاستراتیجیة المنتهجة ،بربریان المدیر المسؤول ،کلانتری مدیر التحریر ،خوشوقت مدیر القسم الانجلیزی قد حضروا هذا اللقاء ،وتم تقدیم تقریر شفوی وآخر تحریری عن أداء موقع بازتاب ،لا سیما فی مجال قضایا عالم التشیع وشیعة أهل البیت (ع) وفتن الوهابیة وضرورة تعزیز ارتباط وسائل الاعلام مع مراجع التقلید والحوزات العلمیة .
ومن جانبه أعرب سماحة المرجع الدینی عن ترحیبه بالاقبال المنقطع النظیر لمخاطبی موقع بازتاب على القضایا المتعلقة بالدین والمرجعیة وعلماء الدین ، وقدم توجیهات وتوصیات فی هذا المجال .
وفی ختام اللقاء أعلن مسؤولوا الموقع المذکور عن استعدادهم الکامل لتقویة الارتباط بمراجع الدین والحوزات العلیمة فی إطار توسیع رقعة الثقافة الشیعیة وإحباط مؤامرات الأعداء الرامیة الى بثّ الفرقة والاختلاف .
