فی هذا اللقاء ، وضمن إشارة سماحته الى حدیث لأمیر المؤمنین (ع) قال : العدالة هی ترک ارتکاب الذنوب الأکیدة ، والورع ترک الشبهة ، بحیث إن عدم القناعة یبعث على هدم الورع .
وأضاف سماحته : اذا لم تکن لدى الانسان قناعة ، وکان یبحث عن الترف والأشیاء الکمالیة کالمنزل الفخم ، والبذخ فی السفر وحفلات الزواج ، وماشاکل ذلک ، وخدع نفسه بنفسه بالحیل الشرعیة ، سیؤدی به الأمر الى افتقاد ورعه .
وعدّ سماحته اتباع الأهواء آفة للعقل والدین وأکد قائلاً : اتباع الهوى أسوأ من عبادة الأوثان ، وقادة العالم الیوم مصداق لمن افتقد عقله واتبع هواه .
وفی معرض إشارته الى قرار مجلس الأمن الدولی حول الطاقة النوویة السلمیة فی ایران قال سماحته : هناک تناقض فی البند الأول من هذا القرار ؛ ففی حین أنه أکد على حق جمیع الدول فی الاستفادة السلمیة من الطاقة النوویة ، طلب من ایران التنازل عن هذا الحق .
واعتبر سماحته الغرور والاستهانة بالخصم من آفات السلطة وقال : لا ینبغی أن ترعبکم قوة العدو ، لکن وفی الوقت ذاته علیکم أخذها بالحسبان وإعداد ما استطعتم من قوة ورباط الخیل کما عبر القرآن الکریم .
وخاطب سماحته قضات خراسان قائلاً : القضاء الیوم واجب عینی ؛ فعلى کل من یجد فی نفسه المؤهلات اللازمة المبادرة الى دراسة العلوم الدینیة بعد إحراز رضا الوالدین ، ذلک أن القضاء فصل الخصام .
وأضاف سماحته قائلاً : بوسعکم ادخار الحسنات الأخرویة من عمل القضاء ، القوة القضائیة محط أنظار المجتمع ، وأنتم بوسعکم المحافظة على عزة الجمهوریة الاسلامیة من خلال إعانة المظلومین وایصال الحق الى مستحقه .
فی بدایة هذا اللقاء ، قدم حجة الاسلام والمسلمین السید حسن شریعتی المدیر العام لعدلیة خراسان تقریراً عن أداء قضات محافظة خراسان فی العام المنصرم وقال : تم البت فی خمسمائة وعشرین ألف قضیة من مجموع ستمائة ألف خلال عام 1384 .
هذا وأنبأ السید شریعتی عن تأسیس هیئة ( فدائیوا الولایة ) المؤلفة من القضا ت المضحین فی محافظة خراسان ، وقال موضحاً أهداف تأسیس هذه الهیئة : تتلخص أهداف الهیئة فی التهذیب والتزکیة ، إقامة المراسم الدینیة ، السعی لتحقیق طلبات الامام الخمینی (ره) والقائد الخامنئی فی أمر القضاء ، الارتقاء بالمستوى العقائدی والدینی لعوائل الزملاء ، الحضور المؤثر للقضات فی المیادین الاجتماعیة ، إحیاء الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر .
