فی هذا اللقاء , بین سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی أن الاسلام دین شامل وقال :
إن الدین الاسلامی یحتوی على تعلیمات لکافة مجالات الحیاة , لدینا أحادیث وروایات جمة على صعید البیئة , لکنها لم تحظ باهتمام کبیر .
وطالب سماحته بمعرفة وجمع الآیات والروایات المنسجمة مع المواضیع المختلفة فی المجتمعات البشریة قائلاً :
یجب جمع الآیات والروایات المتعلقة بالبیئة , ثم تقییمها من قبل الخبراء فی الفقه , ومن ثم تسلیمها الى المسؤولین .
وأخذ سماحته بعین الاعتبار المسائل المستحدثة التی لم یکن لها أثر فیما مضى وأضاف : نتعرض الیوم لجملة من الأسئلة الحدیثة التی من شأنها أن تطرح بشکل فصل جدید فی الفقه , یجب علینا الاجابة عن کل تلک الأسئلة ؛ نحن نعتقد أن الدین الاسلامی لا یحدّ بزمان ولا مکان .
وتابع سماحته القول : اذا سیق تخصص الفقه نحو هکذا مسائل فهکذا یشکل مواکبة للحداثة , ویجب التحقیق فی المصادر الفقهیة فی هذا الخصوص ,إن موضوع البیئة فی غایة الأهمیة فی الظروف الراهنة , ینبغی تصنیف الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع والاجابة عنها ؛ نحو البیئة والفضاء , البیئة والماء , الجو الطبیعی , تلویث الجو وما شاکل ذلک ؛ نحن نعتقد أن التدخین حرام من جهتین : الأولى بما له من مضار على البدن , والثانیة لتعکیره الجو على الآخرین .
وأضاف سماحته : من المؤسف فی حیاتنا المعاصرة أن تلک المجتمعات التی لا ترى سوى مصالحها الخاصة , والتی تدمجها مع الشؤون السیاسیة غالباً , لا تبدی اهتماماً یذکر بسلامة البیئة ؛ ینبغی القیام بهجمة إعلامیة شاملة ضد منتهکی قوانین البیئة بغیة أن یستسلم البشر للواقع , ویقبل- من جراء ضغط الرأی العام –بأن المحافظة على البیئة واجب کل إنسان , ویقع على عاتق کل واحد منهم جزء من المسؤولیة .
وطالب سماحته بالتوعیة والتثقیف بشأن موضوع البیئة ومضى قائلاً : یجب أن یتحول تبیین الأمور المتعلقة بالبیئة الى ثقافة عامة ؛ نحن أوضحنا هذا الموضوع من الناحیة الفقهیة ؛ لکنه لو تحول الى ثقافة عامة تعم جمیع أرجاء المجتمع , وشعر الناس بمسؤولیاتهم لکان أکثر وقعاً وتأثیراً .