نحن نمرّ بظروف تجعل اکتفاءنا الذاتی فی جمیع الأصعدة السیاسیة والاقتصادیة وحتى الدینیة منها لصالح المسلمین أجمع ؛ لأن الطرف المقابل سیفرض علینا آراءه وأفکاره بمقدار تبعیتنا له .
وعدّ سماحته الأحداث الأخیرة الجاریة فی أوربا بمثابة جرس إنذار للعالم الاسلامی وأضاف : فی مثل هذه الظروف ینبغی على المسلمین التحرک نحو الاکتفاء الذاتی ؛ فلو کانت ایران تابعة لغیرها فی مجال الکهرباء فقط – لا قدر الله – لکان الله وحده عالماً بما سیحل بها , الیوم وقد وصلنا الى مرحلة الاکتفاء الذاتی فی هذا المجال لنا الحق أن نفتخر ونعتز بذلک ؛ یجب أن تبنى سیاسة الحکومة والشعب على التحرک صوب الاکتفاء الذاتی على کافة الأصعدة .
وأعرب سماحته عن أسفه من الثقافة غیر الصحیحة للاقتصاد فی المجتمع وأردف قائلاً : إن مجتمعنا مبتلى بالاسراف , لیس فی مجال الکهرباء فقط , بل فی کافة المجالات ؛ فالاستهلاک المرتفع للبنزین فی ایران یشکل مأساة ؛ من الضروری الحدّ من الاسراف من خلال تخطیط المسؤولین والتثقیف المناسب من قبل وسائل الاعلام , یجب توعیة الشعب على أن الاقتصاد والاعتدال یمثل عشقاً لاستقلال البلد , وطالما لم یتم نشر تلک الثقافة لن تکون العقوبات مجدیة .
وتابع سماحته قائلاً : بلدنا غنی وثری من جمیع الجهات , ونمتلک أفراداً ذوی لیاقة عالیة , لکن مشکلتنا هی ثقافة الاسراف ؛ فلنعلم أطفالنا وشبابنا من بدایة المراحل الدراسیة على أن الاسراف ممقوت لنا , کما ینبغی على وسائل الاعلام والصحف أن تقوم بدورها فی هذا المجال على أکمل وجه .
واعتبر سماحته دعم ومساندة الطبقة الفقیرة فی المجتمع أمراً ضروریاً وأضاف : یجب أن یُؤخذ بالحسبان موضوع دعم الطبقات المحرومة والفقیرة فی المجتمع ؛ ینبغی تبدید النظرة السیئة التی شاعت بین الناس فیما یتعلق بإیصالات الکهرباء والماء ونحوها , وذلک من خلال العمل الشفاف ونشر المعلومات الدقیقة فی الوقت المناسب لکسب ثقة العموم .
وعدّ سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی دور الجماهیر الشعبیة فی المحافظة على الثورة واستمرارها مؤثراً جداً وقال : عامة الناس هم الذین یقضون على مشاکل النظام , ولهم حضور فاعل فی الانتخابات والمسیرات , وإلا فان المتمولین والأثریاء لا علاقة لهم بهذه الأمور ؛ إن الطبقة المستضعفة ذات استهلاک قلیل وعمل کثیر .