اعتبر آیة الله العظمى مکارم الشیرازی زیارة العلماء لبعضهم البعض مؤدیاً الى مزید من التلاحم والوحدة وقال :
یعیش المسلمون فی ظروف تتطلب الوحدة أکثر من أی زمن مضى ؛ لأنه لا قوة بوسعها الدفاع عن المسلمین سوى أنفسهم .
وعدّ سماحته الجو العالمی الحالی مواتیاً لسماع صوت الاسلام وأضاف قائلاً :
الیوم هناک آذان صاغیة وواعیة کثیرة فی أرجاء العالم لسماع صوت الاسلام , فسکان العالم یرغبون بسماع ما یقوله الاسلام ؛ لذا تقع على عاتقنا الیوم - وفی ظل الصحوة البشریة - وظیفة الدعایة الصحیحة للدین والمعارف الاسلامیة , ولئن بدا منا قصور فی هذه البرهة فاننا مسؤولون أمام الله جل وعلا .
وأعرب سماحته عن أن أهم تکلیف یقع على عاتق المسلمین فی الفترة الراهنة هو إیجاد صف واحد وأردف قائلاً :
لکی نستغل هذه الفرصة علینا العمل لإیجاد الاتحاد بین دول کالباکستان وافغانستان والعراق ونحوها , فان الاختلاف یشبه الصاعقة والزلزلة التی تدمر المجتمع الاسلامی .
وأشار سماحته الى أن النظام المصرفی فی الجمهوریة الاسلامیة فی ایران یقترب من صیرورته إسلامیاً وأضاف قائلاً :
نحن لا نعتقد أن النظام المصرفی الایرانی إسلامی مائة بالمائة , لکنه إسلامی بنسبة سبعین بالمائة تقریباً , وهذه النسبة فی تصاعد مستمر ؛ نحن أکدنا لمسؤولی البنوک مراراً وتکراراً أن تکون أعمالهم مطابقة للثقافة الاسلامیة کی نمتلک مصرفاً إسلامیاً صرفاً إن شاء الله تعالى .
وفی معرض رده على سؤال حول العدالة الاسلامیة قال سماحته : یبذل النظام الاسلامی ما بوسعه لبلوغ العدالة الاجتماعیة , حیث إننا لم نبلغ المقدار المطلوب من العدالة الاجتماعیة التی یبغیها الاسلام , لذا من الضروری بذل جهود أکبر کی ننال ما یرضی الباری سبحانه وتعالى ؛ واذا ما قیل بانه لا وجود للعدالة بکل ألوانها فی ایران فهذا بعید عن الواقع .
وقال سماحته بشأن مجلس صیانة الدستور : یتشکل مجلس صیانة الدستور من عدد من الفقهاء والحقوقیین , وعملهم هو الاشراف على قرارت مجلس الشورى الاسلامی لئلا تکون هذه القرارت – لا قدر الله – مخالفة للشرع والقانون ؛ لأن العدید من أعضاء مجلس الشورى الاسلامی یفتقرون الى الالمام الدقیق بالأحکام والمسائل الشرعیة , فتبدو هناک حاجة ملحة الى حضور فقهاء للاشراف على القوانین المقرة .
وختاماً أبدى سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی تفاؤله حول مستقبل الثورة انطلاقاً من السعی الحثیث للشعب الایرانی وتوکله على الله القدیر وأضاف قائلاً :
نحن متیقنون بأن الله تعالى لن یتخلى عنا وسنحظى بحمایته دائماً وینصرنا على أعدائنا , ونحن متفائلون جداً بشأن مستقبل الثورة .