فی هذا اللقاء , أبدى آیة الله العظمى مکارم الشیرازی إجلاله أیام میلاد بقیة الله الأعظم (عج) وقال :
إن مسألة المهدویة مسألة استثنائیة , وتغایر جمیع البحوث المطروحة بشأن الأنبیاء والأوصیاء ؛ قام کل من الأنبیاء والأئمة المعصومین (علیهم السلام) ببرامج خاصة , ثم رحلوا عن هذه الدنیا , بید أن الحجة بن الحسن (عج) لدیه حیاة وإمامة ومهمة استثنائیة ؛ بناء على هذا فان دراسة أحوال الأنبیاء (علیهم السلام) أیسر بکثیر من الامام القائم (عج) .
وقسم سماحته الأبحاث المتعلقة بالاعتقاد بالامام المهدی الموعود (عج) الى ثلاثة أقسام هی قبل وأثناء وما بعد ظهور الامام وأضاف قائلاً :
إن أغلب البحوث والکتابات المقدمة تتعلق بقسمی قبل الظهور والتدابیر المتخذة أثناء الظهور , فی حین أن بحث ما بعد الظهور لم یحظ باهتمام یذکر ؛ وعلى هذا الأساس ألقیت شُبه کثیرة من قبل مختلف الأفراد بشأن هذه المرحلة , فمن الضروری إجراء دراسات عمیقة فی هذا المضمار .
واعتبر سماحته بحث الاعتقاد بالمهدویة بحثاً معقداً للغایة وقال :
استُغل موضوع المهدویة فادعى البعض تمثیله لها وغالى البعض الآخر فیها ؛ فمن جهة ینکر بعض الملحدین هذا الموضوع تماماً , ومن جهة أخرى یُستغل بعض العوام فی مورد وجود الامام , وکلا هذین الموضوعین یسیآن ویشوهان أصل موضوع المهدویة .
وأکد سماحته على أن مسألة المهدویة الیوم حظیت باهتمام أکبر من أی زمان مضى وأضاف :
سابقاً کانت الدول تدار بصورة متفرقة , ولم یکن أحد یتصور أن یظهر العالم بهذا الشکل , فیصبح العالم کالقریة الصغیرة نتیجة العولمة ؛ ونجم عن ذلک أن حظی بحث المهدویة الذی یمثل الحکومة العالمیة للامام المهدی (عج) باهتمام الشعوب , نحن یجب أن نستثمر هذه الفرصة المتاحة على أکمل وجه ؛ فنعمل على توسیع نطاق الأبحاث العلمیة والمنطقیة لهذا الموضوع فی العالم .
وضمن إشارة سماحته الى قول بعض الأفراد بلزوم شیوع الفساد فی الأرض لکی یظهر الامام المهدی (عج) استطرد قائلاً :
إن هذا الکلام یعتبر خطأ جسیماً , وقد صرح القرآن الکریم بما یناقض ذلک , حیث أشار الى أن الوعد الالهی رهن بالعمل الصالح للعباد ؛ یجب أن نعقد العزم على تطبیق هذا الحدیث القرآنی , وسوف لن تتهیأ أرضیة ظهور الامام المهدی (عج) طالما لم یتحقق هذا الکلام القرآنی .
جدیر بالذکر أن مسؤول مؤسسة انتظار النور قدم فی بدایة هذا اللقاء تقریراً عن الاجراءات العلمیة والدراسات التی یقوم بها هذا المرکز بشأن مسألة الظهور والمهدویة .