فی هذا اللقاء اعتبر سماحته علماء الدین الراوین لثقافة وسیرة الشهداء هم صناع الشهادة والایثار والأمل وقال :
قال نبی الاسلام الکریم (صلى الله علیه وآله) : " الأمل رحمة لأمتی , فلولا الأمل ما أرضعت أم طفلها وما زرع فلاح شجرة " , وهذا یعنی أن الأمل عامل للحرکة فی المجتمع الانسانی ؛ الأمل یجعل الانسان نشطاً وذا حیویة , ففی الحروب لا تنتصر الأمة الأکثر عدداً أو الأوفر سلاحاً , بل تنتصر الشعوب الأقوى إیماناً وأملاً .
وعدّ سماحته انتظار ظهور الحجة (عج) أحد أهم الثروات العظیمة للمذهب الشیعی وقال :
نحن بانتظار العدل العالمی والحکومة العالمیة والضیاء المشع الذی یبدد ظلمات الجور والظلم , لذا لا یمکن أن نُهضم فی البیئة الفاسدة , فلولا امتلاکنا هذا الأمل لجرفنا تیار الهجوم الثقافی للأعداء ؛ ینبغی علینا أن نحیی ثقافة الأمل والانتظار لأنها تقینا شرور الفساد .
وأشار سماحته الى الحضور الملیونی للشعب الایرانی فی مسجد جمکران الذی شکل فیه الشباب نسبة أکثر من ثمانین بالمائة وأکد قائلاً :
جمع عشق الشباب وأملهم بامام العصر والزمان (عج) وجذابیة مرکز مسجد جمکران المقدس کل هذا العدد الهائل , یجب أن نأخذ حذرنا لئلا نُسلب هذا الأمل , فأعداؤنا یسعون الى إحباط عزیمة الشباب من خلال إلقاء الشُبه .
واعتبر سماحته الوجود المبارک للشهداء فی مرحلة من التاریخ سبباً فی صمود النظام حیال الکفر وأضاف قائلاً :
إن لم نحیی ثقافة الشهداء التی وجدت فی زمن محدد فسیطوی النسیان تلک الثقافة ؛ واذا ما لا حظنا أن ثقافة عاشوراء لا یخبو أوارها فلأننا نقیم مراسم کل سنة بحماس ونشاط أکبر من سابقتها , کذلک یجب أن یتوجه السائرون على طریق النور الى الجبهات فی کل عام لیحیوا ذکر الشهداء , وهذه خدمة جلیلة ؛ إحیاء ذکر وأفکار وثقافة الشهداء فی ضوء النشاط والتثقیف المداوم أمر ممکن.