و أخذ سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی موضوع انتخابات رئاسة الجمهوریة بعین الاعتبار، و قال مشیراً الى الحساسیة البالغة لهذه الانتخابات: العالم الغربی عالم المرائین، إذ أنّه یدعی الترکیز على ثلاثة مبادی هی: الحریة و الدیموقراطیة و حقوق الانسان، فهل هناک شخص یبغض الحریة و حقوق الانسان الواقعیة؟ کلا، إنّ الجمیع یعشق هذه المفاهیم; لکنّهم یکذبون فیما یدعون.
و وصف سماحته حضور الشعب الایرانی فی الانتخابات الخمسة و العشرین الماضیة بأنّه یفوق نسبة 50% و أضاف:
یساهم أغلب الشعب الایرانى فی الانتخابات، بینما لم یشترک فی الانتخابات الأمریکیة السابقة سوى 25%، برغم ذلک یدعون عدم الدیموقراطیة فی ایران، فهل إنّ انتخاباتهم بنسبة 25% شعبیة، بینما لاتحظى انتخاباتنا بالشعبیة مع کسبها لنسبة 70%؟
إنّ الغرب یسعى وراء مصالحه، و یرغب بتشیید تنور للدیمو قراطیة هنا یؤمن الخبز للمستثمرین الأمریکیین.
و خاطب سماحته الشعب الایرانی قائلا: حتى لو ساهمتم فی الانتخابات بنسبة 90% و لم تأمنوا المصالح الأمریکیة، فلیست تلک بدیمو قراطیة بنظر أولئک، و هذا یدلل على کذبهم و نفاقهم; تحظى الانتخابات بحساسیة کبیرة فی کافة مراحل الثورة، لکنّ حساسیة هذه المرحلة تفوق جمیع المراحل. لقد صموا على إبعاد الشعب عن هذه الانتخابات.
و أخذ سماحته مؤامرات و دهاء الاستکبار لفصل الشعب عن النظام بعین الاعتبار و قال:
أحد الأهداف التی یسعى لها الأعداء هی أن یقولوا: إنّ الأشخاص المطروحین غیر مؤهلین للترشیح، أو یشیعوا عدم حریة الانتخابات، أو یعملوا على ایجاد التشنج على أعتاب إجراء الانتخابات کما حصل فی الأهواز.
کذلک شدد سماحته على أنّ الانتخابات الایرانیة اکثر الانتخابات حریة فی العالم إذ یحق لجمیع الأطیاف و کافة المواطنین المساهمة فیها و قال:
یشترک العربی و الترکی و الفارسی و الکردی فی هذه الانخابات فیذهب ممثلوهم الى المجلس، و یشترکون کذلک فی انتخابات رئاسة الجمهوریة; متى قلنا لا یحق للکردی و الترکی و العربی المساهمة فی الانتخابات؟
یحاول الغربیون افتعال التشنج و التواتر لیصاب الناس بالقنوط و تتکهرب الأجواء، یتصورون أنّ ایران کباقی الدول التی أوجدوا فیها تشنجاً ثم اصطادوا فی الماء العکر!
و أضاف سماحته قائلا: لایمکن للمؤامرات التی أجریت فی أماکن أخرى أن تجرى فی ایران، فاذا ما حصل شیء هنا تحرک عشرة ملایین شخص لابس للکفن للدفاع عن البلاد، فى حین لا یملک أولئک شخصاً واحداً من هذا القبیل; إنّ ما یثیر حنق الأعداء الیوم و یسلب منهم الدیموقراطیة المزیفة هو حضور أغلبیة الشعب فى الانتخابات.
الحضور واجب على الجمیع، حتى لو لم تتمکنوا من انتخاب أحد فالقوا برأیکم فی صنادیق الاقتراع.
و عدّ سماحته أحداث الأهواز نموذجاً صغیراً لمؤامرات و دسائس الأعداء و طالب المسؤولین فی البلاد بالحیطة و الحذر الشدیدین للحیلولة دون حصول توتر فی المناطق المعرضة للهجوم و أوصاهم بالقول:
ینبغى أن یوقظ المسؤولون الناس و یوعوهم فی هذا المجال، مع أنّ أفراد الشعب الایرانی یقظون و واعون، فلقد حاول الأعداء إحداث الفتن مراراً و لاسیما أوائل الثورة الاسلامیة لکنّهم لم یفلحوا، الآن و لله الحمد تدعمت أرکان الحکومة، و المتطوعون و حرس الثورة و أفراد الجیش الفدائیون على أهبة الاستعداد.
