و اعتبر سماحته أنّ هدف بعثة الأنبیاء أحد مواضیع الساعة و قال: حددت عشرة أهداف لبعثة الأنبیاء وفقاً للدراسات التی أجریت على القرآن الکریم، و من أهم تلک الأهداف موضوعا التربیة و التعلیم.
و أضاف سماحته قائلا: أوجد عالم الخلقة و بعث الأنبیاء و أنزلت الکتب السماویة و ما شابه ذلک لأجل التربیة و التعلیم; الانسان المفتقر للعلم و الفاقد للتربیة موجود خطر، نظیر المجتمع العربی فی الجاهلیة أو جاهلیة العصر الحدیث التی تقمصت لباس العلم و الحریة و حقوق الانسان و تسیر نحو جاهلیة جدیدة. و قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: انّما جاء الأنبیاء لتعلیم الانسان و تربیته، و لیبینوا له طریق الحق من الباطل; جاءوا لتربیة الأرواح الانسانیة و السیطرة على الأرواح الحیوانیة; کی یصبح الانسان موجوداً فاعلا و متقدماً و مفیداً; ینقذ العلم الانسان من الحیوانیة هناک علماء فی المظهر فقط لا فی الجوهر، لقد ازدادت الجامعات فی هذا العصر، و شیدت المکتبات الضخمة و فعل ما فعل لکنّ ذلک لم یربّ الانسان; و إن لم یفض العلم الى التربیة فسیصبح و بالا، الانسان الفاقد للتربیة یصنع القنبلة الذریة و یشعل فتیل الحرب العالمیة الأولى و الثانیة.
و ضمن إشارته الى الشعار الکاذب للغرب بشأن الحریة و الذی یستبطن حالة الأسر قال سماحته: ما هذه التی أتى بها الغرب إلا أسر فی قبضة الشهوة; عندما یتحدث البشر الیوم عن الحریة فانّه یقصد الاستجابة للأهواء النفسیة و الخلاعة و المجون و الشهوات و الجنایات. إیاکم ـ أیها الأعزة ـ و الانخداع بهذه الألفاظ، إنّ الدعوة للحریة الاباحیة للشباب تجرهم الى خدع و مکائد.
اعتبر سماحته حادثة اللیلة الحادیة عشرة من المحرم فی میدان المحسنی صفارة إنذار للجمیع و قال: قام عدد من أنصار هذا النوع من حقوق الانسان و الحریة فی طهران بإشعال الشموع، و ارتکاب جملة من الأعمال اللا أخلاقیة، هذا فی الوقت الذی توشحت بلادنا السواد و الکل حزین; نحن نعیش فی دولة ملیئة بالمآتم و المظاهر الحسینیة، و تعیش حالة من الحداد، فما هو هدف أولئک؟ و من المخطط لهم؟
إخوانی و أخواتی: اذا انتشرت تلک الأفکار و منح أولئک الحریة فماذا یبقى لدینا؟ إنّه صفارة إنذار.
و مضى سماحته قائلا: اذا منح أولئک المکان المناسب للتجمع فحینئذ سیقیمون الاحتفالات فی أیام عاشوراء کما فعل یزید، یجب أن یؤدی هذا الى إیقاظنا، و علینا ألا نبتعد عن القرآن و الاسلام و مدرسة الامام الحسین(علیه السلام)، و أن نواجه الأعداء; لقد اکتسبنا اقتداراً فی ظل الاسلام، إنّهم یخشونکم، و یخشون الامام الحسین(علیه السلام)و مواکب العزاء; یجب أن نصون مفاخرنا.
و شجب سماحته کذلک استشهاد عدد کبیر من الشیعة فی العراق و قال: قام بعض الأفراد المتوحشین بتفجیر سیارة مفخخة وسط جمع غفیر من الأبریاء فقتل اکثر من مائة شخص فی لحظة واحدة، و جرح المئات کذلک. بعض الأفراد الهمجیین المفتقرین للتربیة و التعلیم تارة یلتحقون بالوهابیین المتعصبین، و تارة یلتحقون بالغریین الأسوأ حالا من الوهابیین، إذ یقدمون المعونات لاسرائیل لیهدموا المنازل و المستشفیات على رؤوس الناس و یقتلوا الأطفال.
یجب أن نعلم أنّ ملاذنا و منجانا فی هذا العصر هو القرآن و عاشوراء و المراسم الدینیة، و العدو استهدف هذه الأشیاء بالذات.
واکد سماحته: طالما تمسکتم بالقرآن و ثورة الامام الحسین(علیه السلام) لایستطیع العدو فعل شی، و ما أسرع ما تفر هذه الخفافیش التی تستغل الظلام لتنفیذ مآربها.
جدیر بالذکر أنّ هذا اللقاء ضم عدداً من الطالبات الجامعیات من شمال البلاد، و الطلاب الجامعیین من جامعة العلم و الصناعة فی طهران، و طلبة العلوم الدینیة من مدرسة الامام جعفر صادق(علیه السلام) فی بهشهر.